​مركز دراسات: من غير المرجح أن يرسم اليمن مساره الخاص في المستقبل

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
نشر مركز صنعاء للدراسات تقريراً للجهات الفاعلة الأجنبية في اليمن: التاريخ والسياسة والمستقبل كتبه د. جريجوري دي جونسن، موضحاً أن لدى الجهات الفاعلة الأجنبية تأريخاً طويلاً في اليمن، إذ غيّر الدخلاء مسار السياسة المحلية في البلاد منذ وصول أول إمام زيدي في القرن التاسع حتى عام 2015 الذي شهد تدخلاً عسكريّاً إقليميّاً بقيادة السعودية.

وجاء في التقرير الذي صدر بتاريخ 25 من الشهر الجاري :"بدا واضحاً خلال القرن العشرين مع تطور تكنولوجيا الاتصالات ووسائل النقل الحديثة التي سمحت للقوى الخارجية، مثل الإمبراطورية البريطانية في جنوب اليمن، التأثير بشكل مباشر أكثر في مسار الأمور على الأرض. لكن، ربما لم يكن للجهات الفاعلة الأجنبية دور بهذا الحجم والتأثير في اليمن كما هو الحال اليوم.

تلعب السعودية دوراً كبيراً ومؤثّراً في شؤون جارتها الجنوبية، نظراً للحدود المشتركة بينهما وتمتع المملكة بثروة نسبية. دعمت السعودية الطرف الخاسر في اليمن مرتين خلال الحروب الأهلية: الملكيين في الستينيات والجنوبيين عام 1994.
وأوضح التقرير أن السعودية أخذت زمام المبادرة في الإشراف على عملية الانتقال الديمقراطي من حكم صالح في أعقاب الربيع العربي.

 وعام 2015، أي بعدها بثلاث سنوات، شعرت السعودية بأنها مضطرة للتدخل عسكريّاً في اليمن في محاولة لإعادة سيطرة الحكومة المعترف بها دوليّاً بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي. هذه الحرب التي اعتقدت السعودية أنها ستستمر ستة أسابيع دخلت عامها السادس في الوقت الذي لا تلوح به أي نهاية في الأفق، إذ يُعد اليمن اليوم مقسّماً من عدة نواح، وأكثر بكثير مما كان عليه عام 2015، وبالتالي ليس من المؤكد على الإطلاق ما إذا كان سيعود اليمن على ما كان عليه كدولة واحدة في المدى القريب أو المتوسط.

وإلى جانب السعودية، لعبت كل من الإمارات وإيران دورين كبيرين أيضاً في تأريخ اليمن الحديث، في حين لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً فاعلاً رئيسيّاً نظراً لما فعلته وما لم تفعله في اليمن، شنت الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين هجمات أحادية الجانب ضد ما تصفه بأهداف إرهابية، ولعبت دوراً رئيسيّاً على المستوى الدبلوماسي، إذ اتحدت مع السعودية لمعاقبة اليمن على تصويت صالح غير المدروس ضد مواجهة غزو صدام حسين للكويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 1990، وضغطت بفاعلية لتنفيذ المبادرة الخليجية عام 2011، والتي أفضت إلى تنحي صالح عن السلطة مقابل منحه الحصانة. ولاحقاً، دعمت الولايات المتحدة -التي تصر على أنها ليست طرفاً من أطراف النزاع- التدخل العسكري للتحالف بقيادة السعودية وأمنّت الدعم اللوجستي والمخابراتي. ولعل الأهم من ذلك كله هو أن الولايات المتحدة فشلت في استخدام نفوذها الدبلوماسي مع السعودية للتأثير على مسار الحرب أو تغييره.
وبالنظر إلى الوقائع الحالية على الأرض والجهات الأجنبية العديدة المنخرطة في الصراع، فإنه من غير المرجّح أن يكون اليمن قادراً على رسم مساره الخاص في المستقبل القريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى