حياة الناس في خطر

> ما بين الوعود بالأمل وتحسين الوضع في شتى مناحي الحياة وإعادة إعمار، تحولت الأمور إلى الجحود وعدم الإيفاء، ليس مما تبقى من شرعية جناح الرئيس هادي فقط، بل حتى راعية الاتفاق والضامنة لتنفيذه، للآسف تم التنصل بعد التململ الطويل و(هزها وهي في الجفير) تحول الأمل إلى ألم ومطل ومجاعة وإفقار، فهل كنا نحلم أو ما زلنا؟ وليتها أحلام المنام، بل أحلام يقظة بسبب عدم المقدرة على النوم في ظل انعدام خدمة الكهرباء لساعات طويلة، يسامرك ويزعجك بموسيقاه التي تسمى العزيف (صوت الجن)، يزعجك مختلف أصناف الطيران الحشري من البعوض، ومحدثاً خسائر فادحة في الصحة بالتسبب بالملاريا وحمى الضنك والمكرفس، ناهيك عن القلق والتوتر والسهر المؤدي إلى قلة الكفاءة صباحاً في الدوام الرسمي أو العمل الخاص.

أصبح العالم يتندر على المملكة أنها دائماً تقف مع الفاشلين والخاسرين، وضربوا مثلاً في الستينات وقفت مع الملكيين وفشلوا وفشلت معهم، واليوم يتندرون أنها تستضيف طرفاً يكاد لا يغادر أروقة الفنادق المكيفة، وتريد الطرف المسيطر على صنعاء أن يتنازل عن السلطة، والتي اغتصبها بالقوة المسلحة رغم تلك القوى الهاربة لم تكن حينذاك قليلة العدد والعتاد، بل تمتلك أضعاف قوة الحوثيين، لكنها النفوس الصغيرة التي أدمنت سرقة انتصارات غيرها ونسبها لنفسها.

الشعب اليوم وصل به الحال إلى الدرك الأسفل من مقومات المعيشة، ولا يستطيع الحصول على الطعام إلا بشق الأنفس، أو عن طريق الإهانات وليس الإعانات.

الرواتب هي الفقرة الأولى وفاتحة وثيقة الرياض لم تنفذ بالشكل السوي والعادل أبداً، والعملة لم تجد لها ناصراً ومدافعاً، حيث أصبح لدينا تجار حروب ومستثمرو أزمات اعتبروها فرصة لا تعوض ولن يجدوا لها مثيلاً كما سولت لهم أنفسهم النتنة، والتي تطبعت بطباع الضباع، وبكل أسف تتلذذ بافتراس الضحية وهي حية تعاني الألم والنزف.

الشعب في خطر محدق ولا ندري متى سيدرك المعنيون من الخارج والداخل هذا الخطر الداهم الذي أصبح كابوساً يؤرق الجميع إلا المعنيين بالأمر فهم لا يسمعون ولا يرون ليس عن صمم وليس عن عمى، لكنه الإيغال باتباع السادية المنتقمة من الشعب المنتصر، ويبدو أن مكافئة المنتصر على الحوثي هي هذه الحرب بالإفقار والتدمير للمؤسسات وقطع الرواتب والخدمات من الكهرباء إلى المشتقات النفطية والمياه وإفشال تنفيذ الاتفاق وتطبيع الحياة.

الشعب فعلاً في خطر، والعالم يدين ويستنكر ويزيد على ذلك بالتأكيد أنه يشعر بالقلق حيال هذا الوضع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى