الأمم المتحدة.. القبقبة للولي والفائدة للقيوم

> تحت مسمى شعب يعاني المجاعة، ونحن بالفعل كذلك، تمارس مؤسسة الأمم المتحدة "الشحاتة" دولياً نيابة عنا نحن الجوعى، وتفعل ذلك كما تزعم من منطلق حرصها على حياتنا كشعب صارت حياته على كف عفريت، والضواري من هوام الطير والوحوش تتناوشه وتتناهشه من كل جانب.

الأمم المتحدة تزعم أنها تجمع لنا المليارات، فيما هي بالحقيقة تشحت وتجمع لهيئاتها في الأساس، أما نحن لا يصل إلينا سوى الفتات، وهذه هي الحقيقة، فالأمم المتحدة وموظفو هيئاتها يتقاضون رواتب كبيرة، وكثير من الدول، ومنها أمريكا، باعتبارها أكبر دولة داعمة للمنظمة الأممية لم تفِ بالتزاماتها للمنظمة، فأصبح عشرات الآلاف من موظفي المنظمة بلا رواتب، لذلك تجدها كمن يفرح بالمآتم، فيسارع للحضور والمشاركة بالعزاء، وتناول كل ما يقدم من وجبات.

والحقيقة الأخرى أن الأمم المتحدة تعاني أيضاً من فساد شبيه بفساد اليمن، لذلك تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 70 % من ميزانيتها يذهب لموظفيها الأجانب والمحليين، وما تبقى يذهب معظمه للإيجارات والمواصلات، بينما الفتات يذهب للمواطن الغلبان على صورة معونات وأغذية من أسوأ الأنواع.

لقد سبق ونبهنا، وآخرها في مقال نشرته "الأيام" بعنوان "المليارات في البيارات"، وقلنا فيه إن الدول المانحة، ليست بحاجة لوسطاء وعملاء.. إلخ، والطريق الصحيح هو توزيع مبالغ الإعانات بالدولار، بطريقة مباشرة للمواطنين والموظفين، وأيضاً لمسجلين بكشوفات صندوق الرعاية الاجتماعية، علماً أن هذه الشرائح المجتمعية لا يزيد عددها عن 7 ملايين، وكل فرد منهم يعيل أكثر من 5 أشخاص، وبعملية بسيطة، فإننا نكون قد عالجنا مشكلة أكثر من 30 مليون إنسان.

لقد أصبحت المنظمة الأممية وعبر ممارسة الشحاتة العالمية، تتكسب من مشكلة اليمن، وأنا كمثقف ومثلي كثير من الناس لا نريد من هذه المنظمة أن تشحت باسمنا، وعلى طريقة "القبقبة للولي والفائدة للقيوم".

لقد أصبح واضحاً أن الحكومة والمنظمة الدولية يشحتون باسمنا وينهبون معظمه، لذلك نتوجه بمناشدة لمجلس الأمن والدول المانحة، بألّا تمنحهم دولاراً واحداً، وتطالبهم بأن يكفوا أذاهم عنا ويدعونا وشأننا، فقد بلغ السيل الزبى، ولم يعد هناك صبر على شحاتة عالمية وحكومية، يصب مردودها في جيوب المنظمات والحكومة، بينما الشعب لا يناله سوى الشماتة والخيبة، يكفي فضائح ومهازل، فوالله ما استفاد أي مواطن أو جائع، وخاصة في المناطق المحررة من وراء تلك المنظمات، والشواهد كثيرة.

أخيراً نرجو أن يتم، حكومياً وأممياً، التوقف عن الشحاتة باسم الشعب في اليمن، طالما ظلت عملية الشحاتة هذه، تمارس بطريقة المثل الشعبي القائل: "القبقبة للولي والفائدة للقيوم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى