لن نقول يا خسارة ما كتبنا

> إن القطرة فوق القطرة تأتي بالسيول، وكرة الثلج تبدأ بالدحرجة كنواة صغيرة، ومع تدحرجها تكبر رويداً رويداً حتى تكون كالطود العظيم الذي يغطي على ما سواه، ويحطم من يعترض سبيله.
الحرب الغاشمة والظالمة والمتعمدة تجاه الجنوب وشعب الجنوب مستمرة منذ الوهلة الأولى لانطلاق العاصفة بقيادة وزعامة الشقيقة، وزادت بشاعتها بعد خروج دولة الإمارات العربية المتحدة من المشهد.

هذه الحرب غير موجودة في مأرب، فعلى سبيل المثال مصفاة مأرب شغالة، ولتر البترول والديزل بـ 175 ريالاً، بينما عدن مصفاتها مغلقة والمشتقات كل يوم بسعر حتى غدا اللتر بأكثر من 500 ريال.
الدولار بـ 600 ريال في صنعاء والريال السعودي بـ 158 ريالاً يمنياً، وفي عدن شارف الدولار على الألف الريال، والسعودي يحث السير نحو الـ 300 ريال.

فلماذا، ونحن المحررون كما تقولون، والحرب هي على الحوثي أم على الجنوب؟، وضحت الصورة، وورقة التوت لا تستر العورة التحالفية الشرعية الناكرة للجميل.
ولولا عدن وأبين ولحج والضالع وتحريرهم لهذه المحافظات بالتعاون مع التحالف سابقاً لما اهتم بكم العالم أو ذكركم بكلمة.

أضعتم الجنوب فأضعتم النصر من خلال تماهي الشقيقة مع مسلسل الحرب الخدماتية والحرمان من الرواتب. نعم أضعتم النصر، وستندمون على فعائلكم ونتائجها الوخيمة عليكم بكل تأكيد.
لن نقول كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا، لأن مسيرة وفعالية السادس عشر من مارس هي فعالية مفصلية، ولها نتائج ستكون مؤلمة لو تعلمون.

خروج العسكريين والمدنيين اليوم هو القطرة الأولى والمفتتحة لسيول الحرية والكرامة، ومن يتجاهل الرسالة فمصيره مصير عفاش حينما تجاهل انطلاقة الحراك السلمي عام 2007م.

واللعب بالنار مع شعب الجنوب مخاطرة، ويجب التوقف عن هذه الحرب اللعينة والسخيفة، وإياكم التمادي، فشعب الجنوب لن توقف مسيرته أي قوة في العالم، ومشروعه سينفذ وهو مشروع استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. الشرعية الإخونجية والمهاجرة لن تجرؤ على فعل تلك الحرب الخدماتية لولا الضوء الأخضر من المملكة وتأييدها لما يحصل.

نعم لا تستطيع، ولن تستطيع تلك الشرعية الهاربة من عاصمتها أن تفعل ما تفعل من حرمان ونهب للرواتب والثروة لولا سماح زعيمة التحالف الشقيقة الكبرى.

لذلك، فالحرب علينا هي حرب الشقيقة ضدنا، والشرعية وأدواتها وكلاء وأدوات ليس إلا. هكذا سيفهم شعبنا الرسالة المبطنة إن لم تعد النظر الشقيقة في طريقتها وإدارتها للبلد وللحرب، وتوجيهها نحو إيران وحليفها الحوثي، ونصيرها في الرياض من داخل الشرعية المهاجرة، فلا داعي لبقائها على أرض الجنوب، وللجنوب شعب يحميه ورب يسانده وينصره النصر الذي لا منّ فيه ولا أذى.

تلك هي الحقيقة ماثلة للعيان ومن أنكرها فهو ينكر ضوء الشمس، والعلة بنفسه وبصيرته ونظره.
لن نقول يا خسارة ما كاتبنا ولن يمازحني صديقي الملحق الثقافي الأسبق بسفارتنا في باريس (المثقف والشاعر فضل المحلائي) بعتابه المرح.

على من تقرأ زبورك .......
نعم بعد مسيرة اليوم وغدا.. لن نقول يا خسارة ما كتبنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى