الطريق إلى القصر

> منذ سبع سنوات مضت كتبت مقاربة تتوقع مآلات الحال في اليمن على إثر التحركات الإقليمية والدولية في المنطقة، وقد كانت مقاربة مبنية على قراءات عدة للتقارير الصحفية الواردة في كبريات الصحف العالمية المهتمة جميعها بالشرق الأوسط ككل، واليمن بشكل خاص، مستندًا على ترجمة صديقي الأمين "جوجل" ومقارنًا ما بدت بأنها بوادر أزمة تلوح في الأفق مع اقتراب مؤتمر الحوار الوطني اليمني من نهايته بمجريات الأمور التي بدأت بالتصاعد انطلاقًا من "القاهرة" عاصمة جمهورية مصر العربية أدامها الله أمنًا وسلامًا لأهلها ولكل عربي لا يزال بإمكانه أن يعتبرها عاصمته دون أن يجد من يقول له ولو من باب المزح الثقيل: عُد لبلدك.

حينها كانت الأمور محتدمة على إثر إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -وزير الدفاع آنذاك- حالة الطوارئ استجابة لمطالب الشعب المصري الذي خرج عن بكرة أبيه في مختلف محافظات مصر مطالباً الجيش بإنقاذه من حكم "مرشد جماعة الإخوان" الذي كان يمثله، صورياً، الرئيس الراحل محمد مرسي، وهو ما تم في نهاية المطاف، لينتهي عصٌر بدأ على حين غفلة من الزمن، ولحسن الحظ، بأنه لم يستمر لأكثر من عام واحد، وإلا لكان مصير مصر (الدولة) كمصير اليمن التي باتت تبحث في كل (جولة) عن معين! ومعين يبحث عمن يعينه!.

أتذكر أنني قد عنونت المقال يومها بعنوان: اليمن حقل التقارب الأخير. لم يكن العنوان منفصلاً عن ما ورد فيه من وقائع بقدر التصاقه بالواقع منذ ذلك الحين حتى اليوم. مررت من خلال المقال على مختلف عواصم صناعة القرار المؤثرة في الشرق الأوسط متنبئاً ومتوقعاً دور كل عاصمة من تلك العواصم، ومدى تأثيرها على الأحداث الجارية في مصر، وبالتالي مواقفها تجاه اليمن، الذي كان في حينه يشهد بداية تحالفات جديدة مختلفة عن تحالفات العام 2011، وكانت تبدو أنها ستكون تحالفات مؤثرة إقليمياً تفضي لمواجهة حتمية وغير مباشرة بين السعودية وإيران تنتهي بتقارب الدولتين تقارباً يفضي لتهدئة تحتاجها الدولتان لاستعادة الأنفاس.

حينها كان الجميع منشغلاً بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وببيانه الختامي، وبمسودة الدستور المزعومة، وشكل الدولة الملغومة التي كانت (مُعاقة) وهي تتخيل شكلها قبل أن تصبح (ميتة) سريرياً راهناً، تعيش على أنابيب مغذية معلومة ومجهولة المصدر!.

إن انعدام الرؤية الوطنية الجامعة لحل المشكلة اليمنية يجعل الوضع في عدن ومختلف مدن اليمن بهذا السوء وأكثر. تشظي الرؤى وتنوعها، إضافة إلى شعور الانتقام الذي لا يزال مسيطراً على الأحزاب والقوى السياسية الوطنية وهي التي لا تزال تتهم بعضها بعضاً بالتبعية للخارج، وجميعها تتناسى -متعمدة- أن مجال السياسة من المفترض أن يكون أكثر المجالات التي تعتمد على العلاقات العامة، داخلياً وخارجياً، لتحقيق أفضل المكاسب وتجنيب الشعب ويلات الوضع (الواهن) الذي كنتم جميعاً سبباً مباشراً فيه، لذلك فالشعب قد عرف الطريق إلى القصر، وستعرف الحرب أيضاً خلال هذا العام بلا شك الطريق نحو مسارات جديدة قد يكون أبرزها مسار السلام، فاستحوا واصنعوا للشعب سلاماً معيشياً الآن على الأقل إن كنتم عاجزين على صناعة السلام المستدام الذي نعرف أنه لن يأتي على أيديكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى