​معاشيق ليست حرماً

>
سواء أكانت أبواب معاشيق مفتوحة أم مغلقة، وتعمد بعضهم فتحها للجماهير، وسواء كانت حكومتها مدعومة أم مخذولة  فمعاشيق بيت الحكومة، وليست بيت الله الحرام إذا لم تقم بما عليها فلا حرمة له ولا لساكنيه. 

إدانة ما جرى في معاشيق تكون بعد معالجة أسبابه وبعد معالجة الأسباب، حينها يكون ما جرى عمل مدان. أما وقد تركوا الأسباب تتفاعل وتتشابك ومندوب اتفاق الرياض في برجه العاجي، والشعب يستغيث ولا مغيث، ويرى أسباب الاحتقان، ولم يقم بما عليه لمعالجتها فإنه المسؤول الأول أمام دولته بكل المقاييس، فهو مندوب ولاية الحرب. أما أن تقولوا للجائعين طعنتمونا في الخاصرة أو الظهر، فلستم ملائكة لا تخطئون، وليس الجائعون شياطين مذنبين.

من يدين مظاهرة رفض التجويع التي اتجهت صوب معاشيق وهو لم يقم بما عليه لوضع حد لمعاناة الناس آن له أن ينزل من برجه العاجي، فقد نبههُ كثير أن الوضع لا يُحتمل، واعتصموا أمام معسكر التحالف وأكتشف العالم أن الفساد سرق وديعة طحين الفقراء ... إلخ وهو في برجه وصرخ كثير تصريحا وتلميحا لعله يسمع الصوت أن الفوران الشعبي لا يمكن لأحد أن يضبط شعاراته، وأنه إن انفجر فلا انتقالي ولا غيره سيسيطر عليه، لكنه في برجه لم يسمع إلا ما يريد أن يسمع من تغريدات صنائعه، مع أنه في الهيجان الجماهيري تقوم جهات معادية بتجنيد من يصطادون بشعارات أو شغب وعنف، وقد قيل له وهو في برجه إن مغرضين  سيدخلون بشعارات ضد المملكة مثلما يجنّد هو من يكتبون ويغردون ويمجدون له ويجعلون سلبياته إيجابيات، فالانتقالي في ظل تطنيش ساكن البرج لن يكون جلادا لشعبه.

ومن يغردون يسترضون فشله أن المملكة تعطي دجاجة، نقول لهم إن ثمن الرجال ليس دجاجة، وإن الدم لا يباع بالدجاج، ولو كان هذا الثمن فماذا ستقول المملكة لآباء وأمهات وزوجات وأطفال من قدّموا دماءهم دفاعا عن المشروع العربي ضد المشروع الفارسي؟ هل ستقول إن ثمنهم دجاجة، لا يشرف المملكة ولا ينصرها من يجعل الدجاجة ثمنا لدم الرجال.

 لا يمكن إعفاء المملكة راعية اتفاق الرياض بفشل استشعاراتها بالقول وإن ما جرى في معاشيق طعنة في ظهرها وأن الواجب الاتجاه إلى مأرب في الوقت الذي قوات مأرب تتحفّز في شقرة لاجتياح عدن، ولم يعتبروها طعنة في ظهرها، مع أن الحوثي في هذه الحرب لم يترك ظهرا ولا خاصرة لطعن المملكة، فلم يبق مع المملكة إلا الجنوب المُجَوّع بصمتها ومعها من الشمال المسافة بين مجمّع مأرب وجزء من السد فلا يقدّموا معركتها لنا بأنها هرجدون بين الحق والباطل
استشعرت أدوات المملكة الغضب قبل انفجاره، ولم تقم بما عليها من معالجات، بل ظلت في برجها العاجي، ولذا فالاحتماء بأن كل الحقوق والخدمات مستباحة أو متروكة حتى حسم معركة الحوثي  قياس فاسد لو أخذنا بحسن الظن، فالجائع لا قضية له إلا بطون أطفاله، والجوع كافر، وأصحاب الأبراج العاجية يريدون صاحب الرغيف أن يترك رغيفه من أجل حرب الحوثي،  أما صاحب الجاتوه فلا يتنازل عنها لأنها من مقتضيات الانتصار في حرب الحوثي!

الجنوبيون لا ينكرون دور دول التحالف، وبالذات المملكة، في دعم حربهم مع الحوثيين، فالتحالف شارك في تحرير عدن وبقية جبهات الجنوب، أما أنه حررها وحده فهذا تحليل الأبراج العاجية، فمن حرر عدن والجنوب رجال صدقوا مع قضية وطنهم وحلفائهم وقدّموا قرابين الدم لها، ودعم التحالف العربي لهم لا ينكره إلا جاحد ظالم لنفسه مبين، ولمن يقول إن الجنوب حرره التحالف فقط نقول له أين التحالف من تحرير الشمال؟ فقد دعم معاركه بمليارات المليارات وآلاف الطلعات وما زالت السعودية تدافع عن مجمّع مأرب بعد 7 سنين حرب فما هو السبب يا أصحاب الأبراج العاجية؟! فأما أن السبب يا سادة أنها معارك يحكمها كنترول دولي وأن الكل فيها أدوات وحاشا المملكة أن تكون أداة! أو لأنها لم تجد رجالا
صادقين  يصدقون مع قضيتهم وحرب المملكة ضد المشروع الفارسي عندهم «رزق من الله ساقه لهم» ولن يكون تجويع الجنوب وتجفيف خدماته قربان لأي من الحالتين

 السعودية تحارب المشروع الإيراني الذي يهدد كيانها، فما جاءت من أجل سواد عيوننا أو لتعطينا حتى حقوقنا الحقوقية، ونحن معها رغم كل ذلك، فعدونا واحد، وهي قلب الإسلام والعروبة لكن لن نكون معها ولا مع غيرها بأن تجعلنا لحقة مخبازة في ترضيات اليمننة الإخوانية أو غيرها ظنا منها أنهم سيقفون ضد المشروع الفارسي، فواهمون... وواهمون... وواهمون. فصنعاء لها أخوة كرام بفارس لا تخجل من الانتساب لهم بل تجعلهم من أهل البيت، شاء الواهمون أم أبوأ!
وتحريض المغرضين وأبواق الفساد ضد الانتقالي مهما كان مصدره، لن يلغيه فهو جغرافيا ورجال ومعاناة الناس وصلت إلى حد لا يحتمل، ولا يحق لأحد أن يطالب المواطن بالصبر تحت أي مبرر، وقضية الجنوب ستظل بيضة القبان صحيح أنها لا تملك ضجيجا التمكين الإخواني ولا استعراضات القبيلة الشمالية المنهزمين من الحوثي، لكنها لن تسمح بالانتصار لكل من أراد أن يتجاوزها أو يجعلها لحقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى