النقابات العمالية.. الغياب والحضور القسري

> عامر علي سلام

> لاشك أن مهام النقابات العمالية وتاريخها النضالي العمالي معروف في عدن .. وقد تأسس منذ منتصف الثلاثينات (1935م)* في أول تشكيلاته العمالية الحرة وفي أهم المرافق الإنتاجية العمالية التي عرفتها عدن حينذاك.. ومنها مصافي عدن (بي بي )* ، حيث تشكلت النقابات بصورتها العمالية للمطالبة بالحقوق والأجور الإنتاجية وتشكيل كيانات وظيفية تخصصية لها تحافظ على روح التقارب بين الإدارة والعمال ولتسهل مهام العمل والإنتاج ..!!

وكان (المؤتمر العمالي )* هو الكيان الذي ضم نقابات عمال المرافق والمؤسسات التي عرفت حينها (بالنقابات الست) منذ الوجود البريطاني في عدن.. وما تلاها من مراحل بعد الاستقلال الوطني في عام 1967م..!!

ولم يقتصر دور النقابات العمالية في عدن على الدفاع عن حقوق ومطالب العمال.. بل تعدى ذلك في دور النقابات العمالية في تحقيق الاستقلال الوطني، فكانت الحركة النقابية العمالية إحدى أهم روافد الحركة الوطنية والنضالية في عدن..( وغدت الاتحادات العمالية والمؤتمر العمالي رافدًا قويًا للنضال ضد الوجود البريطاني المستعمر في عدن ..!!) ..

وهذا ما يعزز القول:" بنشوء الحركة العمالية النقابية الحديثة في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين في مدينة عدن بالذات.. أي قبل نحو(86 ) عامًا من الآن ..!!".

هذه الخلفية التاريخية الهامة ماهي إلا دلالة قاطعة على أن مدينتنا (مدينة عدن )* كانت من أول المدن العالمية التي عرفت العمل النقابي والتي كانت بوادرها الأولى ما هي إلا جمعيات عمالية خاصة مثل( جمعية عمال الفحم )* ( جمعية المملاح)* والتي تحولت إلى ( نقابة عمال الفحم الحجري لتموين البواخر ) في حجيف بالتواهي و( نقابة عمال الملح في ضواحي خورمكسر )* ..وهكذا بالنسبة للجمعيات الأخرى !!

-وبعيدا عن تعريفاتنا لمفهوم دور النقابات أو من هو النقابي اليوم ؟ وما هي دوافع وإمكانات نقابات الأمس عن اختلافاتها عن النقابات اليوم !!؟؟ وكثير من الأسئلة لابد من الإشارة: (بأن النقابات العمالية في عدن .. كانت أقوى وأكثر فاعلية في دورها العمالي والنقابي وفهم معطياته في ذلك الحين..)**.. حيث كانت النقابة تعني الإدارة العمالية في المرفق التي يمكنها أن تقوم بأدوار حقيقية وقوية دفاعًا عن العمال وبما يخدم مصلحة العمل ..!! خاصة إذا ما تعرضوا للطرد أو الفصل أو الإجحاف في الأجور أو تبعات العمل وإنتاجياته..!!

ولا ننسى بأن الحركة النقابية العمالية في عدن كانت هي الدافع والمحرك الأساس في ظهور(صحافة النقابات)* في عدن !! التي استطاعت أن ترفع الوعي النقابي والشعبي لدى عمال الجمهورية بعد الاستقلال والحفاظ على الأطر النقابية وقوانينها والتي أدرجت كشكل من الأشكال النضالية كما كانت تسمى في ( العهد الاشتراكي )* في عدن ..!!

إلا إننا اليوم وبعد عام (2011م)* وما تلاها من متغيرات في الصراعات والحروب ليس في اليمن وحسب؛ بل حتى في دول عربية أخرى تقلص دور النقابات العمالية حتى غدت كهيئات استشارية.. أو نقابات هامشية الدور.. أو أنها تندرج تحت محسوبية ما أو الاتجاه السياسي لمن يمثلها ..!! وأصبح الموظف أو العامل أو المدرس أو الصحي أو التربوي بين قوسين من الحيرة إن ظل يعترف أو يتجاهل لوجود النقابات( كحضور أو غياب قسري )*!!! في مؤسسته أو مرفقه الحكومي أو الخاص حتى ..!! وبدأ الواقع النقابي أيضًا يأخذ صراعات التشظي وظفتها الجهات والأحزاب والكيانات السياسية في صالحها أحيانًا أو في تغييبها حتى لا تستوحش بها الواقع ..أكثر مما هو(موحشًا..!!) ..!!

ونحن في عدن وفي الجنوب وبعد حرب (2015م) * نصل اليوم في عام (2021م )* إلى واقع آخر مضطرب بين القبول والنجاح أو الإخفاق والتأخر في مشروع ( اتحاد العام لنقابات عمال الجنوب)* في المحافظات المحررة (عدن/ لحج/ أبين/ الضالع/ حضرموت )؛ حيث سعت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن إلى تأسيس وإعادة بناء هيكلة الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب وتوحيد الصف النقابي العمالي الجنوبي .. خاصة أمام ما يمكن أن يتعرض له الموظف أو العامل في هذه المحافظات من انتهاكات طالت حتى أجره وراتبه ومعاشه الذي يقتات منه..!

فدور النقابات العمالية اليوم أمام تحدي صعب وخطير في الوقت نفسه يتركز في النقاط التالية:

1) إعطاء النقابات العمالية دورها الحقيقي بعيدًا عن إي صراعات أو مآلات سياسية أو مناطقية..!!

2) اختيار النقابات العمالية بانتخابات حقيقية تخدم العمال ومكانتهم وحقوقهم في العمل.

3) إيجاد كيان(الاتحاد العام بقيادة الحركة النقابية) لوضع الخطط والبرامج التي ترسم السياسة العامة للنشاط النقابي الحقيقي وليس الهامشي لتحقيق أهدافه في مختلف المجالات النقابية والتنظيمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. !!

4) أن يعطي الدستور والقانون الحق في ممارسة العمل النقابي وتشكيل كيانه حسب النظام الأساسي والاتفاقيات العربية والدولية ..!!

5) أن يكون العمل النقابي عملًا طوعيًا وواعيًا للمهام والدور الذي يلعبه النقابي وتحمل مسؤولياته بعيدًا عن إي أطماع أو مكاسب خاصة..!!!

6) النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد المالي والإداري والمحسوبية هي من أهم صفات العضو النقابي وهي السمة الأولى المطالب بها اليوم أكثر من إي وقت مضى...!!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى