إزالة العوائق الإسمنتية تعيد لعدن طابعها المدني ومؤشر على استتباب الأمن

> تقرير "الأيام" خاص:

> لعل مظاهر الحرب في أي مدينة عاشت ظروفًا قتالية هي أصدق تعبير عن مدى تعافِ الشارع حقا، هنا في عدن وبعد أكثر من خمس سنوات من انتهاء الحرب وتحرير المدينة من المد الفارسي، لازلنا نرى شواهد الحرب باقية من مبان مدمرة وأرضيات مفجرة ومتارس محصنة، هذا خلاف المظاهر المسلحة التي تكاد تخنق جزئيات الهواء ..

وعلى امتداد الفترة من 2015م حتى وقت قريب لم نشهد حقيقة تغيرًا ملحوظًا يخرجنا من حالة التأهب الدائمة التي نعيشها منذ بدأ الحرب وحتى بعد انتهائها. حتى الحواجز الإسمنتية التي وضعت أمام المؤسسات الأمنية والمرافق العسكرية والمقار الحساسة لا مبرر لوجودها المعيق لحركة المدينة المعاقة لعدة أسباب أخرى، ومع ذلك لم يسجل أي حراك لإزالتها سوى بتوجيهات المحافظ أحمد حامد لملس، بداية من تلك التي بالقرب من مبنى البنك المركزي إلى الحواجز الترابية في عدد من المناطق وانتهاء بالعوائق الموضوعة أمام أسوار مطار عدن الدولي لأسباب أمنية .

توجيهات صدرت عن وزير النقل د. عبدالسلام حميد والمحافظ لملس جرى تنفيذها في فعلًا صباح الأربعاء حيث باشرت الآليات برفع الحواجز وفتح 3 حواري عبور في الطريق المؤدي إلى المطار .

وما إن انتشر الخبر بين أوساط المواطنين حتى باركوا الخطوة من قبل أن تتم حتى، فهكذا تحركات المواطن هو من يلمس أثرها بشكل مباشر وسريع. لم تتوقف عبارات الإشادة و الشكر لعامل الألية والجهات المعنية بالتنفيذ أثناء العملية، وكأنه ليس ينقصهم إلا رفع العوائق لتسير حياتهم بشكل مستقيم، وهم الذين تعرقلت وتعثرت أقدامهم بعوائق تعذر رفعها، لكن الناس هنا يقدرون أهمية إعادة مسار الحياة لشكلها الطبيعي فذلك يعيد لأرواحهم شعور الأمان الذي فقدوه إلى حد ما.

مدير عام مديرية خور مكسر عوَّاس الزهري قال إنه حان الوقت لإزالة مظاهر الحرب والسماح لعجلة التنمية بأن تدور، مؤكدًا أن هذا الخطوة جاءت نتيجة إلحاح من المحافظ لملس لإدراكه تأثير الأمر على الشارع العدني .
وأشار مدير أمن مطار عدن الدولي العميد عبدالله كرعون، لدى تواجده أثناء عملية الإزالة، أن تنفيذ هذه التوجيهات سيعزز انسيابية دخول وخروج المركبات من المطار .

وأفاد كرعون بأنه سيتم تخصيص بوابة الدخول وأخرى للخروج ما سينهي الازدحام أمام البوابة والإشكالات التي تحدث هناك، موضحًا أهمية إعادة الأوضاع إلى طبيعتها حتى المواطنين الذين يعبرون هذا الشارع .

وكانت المركبات المارة بجانب سور المطار تواجه عرقلة ومضيعة للوقت بسبب فوضى السير التي تسبب بها إغلاق الطريق، ما يضطر بعضهم إلى تغيير مساره تجنبًا لعبور طريق المطار إلا لحاجة ملحة أو القاطنين في مديرية خور مكسر في الأحياء المجاورة للمطار، ناهيك عن حالة الإرباك التي يصاب بها المسافر لدى وصوله بوابة المطار ومنعه من الدخول بسيارته الخاصة وانتظاره خارج المركبة المخصصة لنقله وبقية المسافرين إلى داخل المطار ما يسبب مزيدًا من الازدحام .

وتعايش الناس بشكل عام والمسافرين حتى مع تلك الاستحداثات التي كادت تكون واقعًا يعصب تغييره، ذلك أنهم يعون جيدًا عدم استجابة أي جهة لمناشداتهم.
أحد المواطنين الذين استبشروا خيرًا بقرار الإزالة قال لـ"الأيام" : "لا أعلم سبب وضعها هنا، فهي لا تفيد في شيء سوى عرقلة طريقنا، أما دخول المطار فأنت تمر بأكثر من نقطة تكتفي بالنظر إلى وجهك وسؤالك عن اسمك كإجراء احترازي ".

وأضاف: "في كل مرة أمر فيها بجانب المطار أو أي مكان أخر وُضِع بجانبه هذه الحواجز الضخمة، أعدها وما لا يعرفه الكثيرون أن سعر الواحدة منها يتجاوز 2 مليون ريال، عددها يجعلني أفكر ما كان يمكن عمله بهكذا مبالغ كبيرة شيء يستفيد منه المواطن حقًا أو يحسن من صورة المدينة كعمل إنارة أو حتى سفلتة الطرقات، هذا الطريق على سبيل المثال بحاجة لإعادة تأهيله لكن للأسف الأموال توضع بيد من لا يتلمس الاحتياج لكننا نأمل خيرًا في محافظ عدن".

التفاعل وسرعة الاستجابة عززت لدى المواطن الشعور بأن هناك أمل أن تعود باقي القطاعات إلى ما كانت عليه وأن تصدر توجيهات تنهي معاناتهم من قبل الجهات المسؤولة، على الرغم من وصولهم لمرحلة اليأس والتذمر من أن تدور عجلة التنمية في الاتجاه الصحيح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى