شعب الجنوب الذي قتلته العروبة والإخاء الحماسة ذات ربيع في 2015م سيظل يعاني من تلك الصفات القاتلة التي مسحت المصالح بها بلاط السياسة.
هذا الشعب لن تقبل به الشرعية الإخونجية وإلى جانبها المملكة الشقيقة، جميعهم لن يتقبلونا كما نحن وعلى هدفنا الذي بذلنا لأجله الدماء والأرواح وعانينا من أجله وتحملنا الجراح المؤلمة حد الموت.

كما أنها لن ترضى عنا ولن ترحمنا ولن تحترم إنسانيتنا إلا متى ما درنا في فلكها والتحقنا بركبها.
ولذلك حتى لو جاءت المنحة تلو المنحة والوديعة تلو الوديعة، ففي ظل هذه الجماعة لن نرى الخير ولن يصلح الحال، حتى لو توفرت المشتقات ووقود المحطات الكهربائية، فاللوبيات جاهزة للتعطيل حسب الجدول التالي:
1 - إذا حضر الوقود خرجت المحطات، والحسوة أول الخارجات من دون رخصة ولا محرم.
2 - إذا لم تخرج المحطات فضروري أن تنفجر المفاتيح.
3 - إذا توفر الوقود والمحطات والمفاتيح صالحة انعدم الزيت والفلترات.
4 - وإذا كل شيء تامٌ من الوقود إلى المحطات والزيوت والفلترات والمفاتيح، فهناك متعهدون بالتخريب عن طريق قطع كابلات بسبب الحفر العشوائي، وهكذا في مملكة كهرباء علي بابا ومغاراته الشهيرة.

هذا مسلسل مكسيكي على تركي على برازيلي من ذوي الألف حلقة وحلقة، هكذا هي الشرعية الإخونجية ومنطقها نحكمكم أو نسرقكم أو الاثنتان معاً.
الحكم والسرقة وأخيراً القتل البطيء عن طريق ذات المسلسل (حرب الخدمات وقطع المرتبات) هذا هو فعلاً ما يدور، ولن يأتي جديد في ظلها وضلالها الذي تسوقه للناس على أنه الطريق القويم والسبيل الوحيد للانتصار على إيران وذراعها في اليمن الشمالي الحوثي ومن ارتضاه ووالاه، فهم -لا حول ولا قوة إلا بالله- كثر وبالملايين والآلاف شمالاً كشرعية مغتربة في الرياض وبقية العواصم من الدوحة إلى إسطنبول.

لن ترضى تلك الشرعية عنا ومعها الشقيقة الكبرى، وعلى هذا المنوال سنبقى ما لم نتحد كجنوبيين، ونتخذ قراراً موحداً وقوياً، ونفرض دولتنا بالاعتماد على شعبنا وأنفسنا ومواردنا مثلما فعل الانقلابي الحوثي الذي بات مؤخراً يحظى بالتودد من الخارج ومن كبريات الدول ومن الشقيقة الكبرى ذاتها وتابعتها الشرعية الإخونجية.

كما سبق القول: لن نحصل على الرضى والاحترام والتبجيل كجنوبيين وأصحاب حق إلا متى ما صارت لنا قيادة واحدة وموحدة، وصارت لدينا صواريخ باليستية وطيران مسير حتى وإن كان بدائياً، إلا أنه يصبح عامل ردع مثلما فعل الحوثة. هذا هو العالم المتحضر والمحتضر لأنه صار في آخر أيامه، هكذا والإقليم معهم لن يقبلوا بنا كند وصاحب حق إلا بوحدتنا وبصميل عابر للحدود من الصواريخ والمسيرات، لأن الحال أصبح مثل لعب الحارات من قوي ساعده وعضده قال «لاعبوني وإلا باعطل اللعب».
هكذا يبدو لنا المشهد، فهم لن يرضوا حتى نصير كالفتوات، أما الأخلاق فلم يعد لها سوق رائج.