دفعت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، نساء لحج ولأول مرة، للخروج في مظاهرة راجلة، أمس الثلاثاء، جابت شوارع الحوطة، للتنديد بالفساد المستشري في كافة مفاصل الدولة، الذي أدى إلى تدهور المعيشة والخدمات بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، مع انقطاع شبه كلي لرواتب العسكريين.

وعنونت النساء مظاهرتهن بـ (من حقي أن أعيش)، رفعن فيها شعارات كتب عليها "ليس هناك بلد فقير، وإنما لصوص جشعون، نهبوا خيرات البلد"، "من حقي أن أعيش نطالب بماء الشرب، وخدمة الكهرباء"، و"ارفعوا الرواتب بما يتناسب مع تدهور سعر العملة وغلاء المعيشة".

وأصدرت النساء الجائعات بياناً قلن فيه "من حقي أن أعيش"، خرجنا من بيوتنا للتنديد بتدهور الخدمات الرئيسة، وارتفاع الأسعار دون رقابة من قِبل التجارة والصناعة والسلطة المحلية، وانقطاع مرتبات العسكر، حيث أصبحنا كنساء نعاني أكثر من الرجال فالكثير منا ربات بيوت، أضيفوا لهذه المعانة انقطاعات التيار الكهربائي".

وقال البيان إنهن يستقبلن شهر رمضان في ظلّ تطورات الموجة الثانية لكورونا، يقابلها ارتفاع الأسعار وانقطاعات متواصلة للكهرباء، فالكثير يعاني من الأمراض ولم يستطيعوا توفير العلاج وبحاجة ماسه إلى الكهرباء لمن يعانون الأمراض ومنها الإصابة بمرض الربو.

ودعا البيان السلطة المحلية إلى الضغط على الجهات ذات العلاقة ومخاطبة الحكومة للقيام بمهامها تجاه شعبها لتوفير الخدمات وانتظام المرتبات وخفض الأسعار وقيام مكتب الصناعة والتجارة بدوره بعمل فرق لمراقبة الأسعار للتخفيف من معاناة الناس لكون الظروف المعيشية صعبة جداً، ولا يستطيع المواطن تحمل أعباء الحياة، معلنين في ختام بيانهم استمرار التظاهرات السلمية حتى تحقيق المطالب المشروع للمواطن.

في تطور آخر شهدت مدينة الوهط بمديرية تبن، ثاني كبرى مدن لحج، عصر أمس الثلاثاء، خروج تظاهرة نسائية في إطار الاحتجاج الشعبي في عدة محافظات جنوبية، وذلك لتردي الخدمات العامة، وغلاء المعيشة، والانهيار الاقتصادي.

وقال مراسل «الأيام» أن المتظاهرات قطعن الطريق الرئيس لأكثر من ساعة، ومنعن مرور عشرات الشاحنات والمركبات عن الحركة.

وأضاف أن المحتجات طالبوا بسرعة تخفيف معاناة المواطنين في مناطق محافظة لحج، خاصة في مجال الكهرباء مع قُرب رمضان المبارك، ودخول فصل الصيف.

كما حثت النسوة المتظاهرات الحكومة إلى "تحكيم ضمائرهم، وتطبيق دينهم، لتحسين مستوى دخول المواطنين، أمام الغلاء، الذي يفاقم أسعار المواد الغذائية، ويسرع إلى تجويعهم".

ورحبوا بإعطاء الجهات المختصة فرصة لتحسين مستوى الخدمات، خاصة الكهرباء، لكنهن أكدوا أنهن بصدد تطوير احتجاجاتهم في حالة الاستمرار بهذه المعاناة.