ثمرات وجمرات الصيام عن الواجب

> وَمِن نَكدِ الدُّنيا على المرءِ أنْ يَجِدْ عدوًا لهُ مَا مِن صَداقَتِهِ بُدُّ .(أبو الطيب المتنبي )
حياة الضنك والنكد في مدينة عدن المنكوبة بالداء، وقطع الكهرباء، وقطع المعاشات، فلم يعد النكد كما قال شاعر شعبي في أغنية شعبية (حالي نكد في نكد كله) أي نكد تربيع؛

لا بل صار اليوم حال الشعب في عدن، حاله نكد في نكد في نكد، وتطورنا إلى نكد تكعيب( نكد مكعب).

طبعًا، معلوم أن الشرعية، ومتنفذيها، اتخذوا القرار، ونفذوه، وهو الصيام عن فعل الواجب، وثمار هذا الصيام، هي زيادة أرباحهم من ارتفاع الأسعار، وخاصة في المشتقات النفطية، والأغذية، والدواء، واستثمروا صيامهم عن إداء الواجب، وهو حماية الشعب، وخدمته، والسهر على رعايته، إلى تدمير حياة الشعب من كل النواحي، ففي صيامهم عن القيام بالواجب، يرون تلك فضائل تعود عليهم بالنفع المادي. من خلال انتفاخ جيوبهم بالأموال، وانتفاخ كروشهم من تخمة الموائد، علاوة على أنهم يرون في صيامهم هذا بالتقاعس أو الامتناع عن القيام بالواجب، يرون فيه انتصار سياسي يخدمهم، ويضرب شعبية المجلس الانتقالي، أو هكذا يظنون.

أما الجمرات، التي تأتي من صيامهم عن الواجب المناط بهم كشرعية وحكومة مهمتها خدمة الشعب، وليس تعذيب الشعب، تلك الجمرات نعيشها كوابيس تكتم الأنفاس، من خلال انقطاع خدمة الكهرباء، والغلاء بسبب انهيار العملة، وزيادة أسعار المشتقات النفطية، التي ارتفع كل شيء من وراء رفع سعرها، حتى الغاز المنزلي، استقبلوا رمضان بسعر، ولا في خيال إبليس، ولا من شيمه، حيث أنه قد عدَّل سلوكه واعتدل، بعد 2015م، حيث رأى تلاميذه الفاسدين يكتبون على أبواب فللهم، وفنادقهم عبارة (هذا من فضل ربي).

الغاز يأتي من مصدر واحد، وسعر الاستهلاك المنزلي ممكن احتماله وتقبله، 3360 ريالًا للوكيل، ويباع بـ 4500 للمستهلك، ولكن التموين ليس يوميًا، بل كل ثلاثة أيام على الأقل، ولا تغطي الكمية الأحياء أبدًا، حيث نرى أن في حينا على الأقل، كمثال يوجد 350 منزلًا، ولكن الوكيل يصرف له مخصص لهذا الحي 60 أسطوانة (حي جبل باصهيب مثالًا فقط).

يا حبذا طالما والوكلاء لا يحصلون على الكمية الكافية للأحياء، فمن المستحسن أن يفرض على محطات التعبئة سعر الوكيل نفسه، وخاصة الاستهلاك المنزلي فقط، لمن يأتي لتعبئة أسطوانته؛ لأن السعر التجاري جريمة يفرض على المستهلك منزليًا .فغالبيتنا لا نستطيع الحصول على المخصص للأحياء، وتتزاحم الناس بالطوابير، وفي النهاية يعودون أدراجهم خاليين، أو يضطرون للتعبئة من محطات البيع الخاص بالسيارات.

جمرات الصيام عن القيام بواجب حماية المستهلك كثيرة، وتتحملها قيادة التحالف أولًا، والشرعية ثانيًا، والحكومة ثالثًا .

نكتفي بهذا لأن القارئ، قد ملَّ من كثر الشكوى والبكاء، وبحت الحناجر من الصراخ، وتكسرت الأقلام من كثرة الكتابة، حيث لا مجيب، والمعنيين في صيام دائم عن القيام بالواجب، وهذا من أعجب أنواع الصيام، حيث قد نووا الصيام حتى موت جميع من يسكنون عدن، وحينها سيعيدون الحياة كما يجب، ويستجلبون شعب آخر يحكمونه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى