صحابة رسول الله

> كان جيل الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم جيل الفداء والقدوة الحسنة- متميزًا في كل شيء، فقد كانوا مثالًا ونموذجًا في الخُلق الكريم الرفيع، وحَرِصهم على الالتزام بالطاعات، والتنافس فيما بينهم على فعلها؛ ابتغاءً لمرضاة الله، وقفوا مع النبي عليه الصلاة والسلام في كل مراحل دعوته وجهاده، وضربوا أجمل الأمثلة في حبّ، وفداء رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-، وقد وصف أحد المشركين محبّتهم للنبيّ قائلًا: (واللَّهِ إنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إلَّا وقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ منهمْ، فَدَلَكَ بهَا وجْهَهُ وجِلْدَهُ، وإذَا أمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أمْرَهُ، وإذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ علَى وضُوئِهِ، وإذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وما يُحِدُّونَ إلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا له)، وقد كان الصحابة خير القرون كما وصفهم رسول الله، وكان ارتكاز الإسلام على أيديهم بعد وفاة رسول الله، وحين بدأ الناس بالارتداد عن دين الله، قاموا بنشر رسالة الإسلام، كما امتازوا بالعلم الكثير، وصفاء القلوب، وإنّ الإساءة إليهم إساءةٌ إلى الإسلام، واحترامهم يعدُّ احترامًا للإسلام، وهم الأسوة الحسنة في الأخلاق وطاعة الله تعالى.

تميَّز جيل الصحابة -رضوان الله عليهم- بالعديد من الميزات، أهمّ هذه الميزات فيما يأتي:
تميَّز الصحابة بأنَّهم خير أمّة أخرجت للناس، لأنَّهم تربوا على يد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فظهرت تربية الرسول في مواقفهم، وانعكس ذلك على تعاملهم مع النّاس في كل شؤون حياتهم.

تميّز الصحابة بالفطنة والذكاء، والدفاع عن الرسول الكريم، كما فعل محمد بن سلمة، وأبو نائلة، عندما وقع الأذى من كعب بن الأشرف على رسول الله، فضربوه وقتلوه بحنكةٍ وذكاءٍ دون أن يشعر أنَّه كان لهم عدو.
تميّز الصحابة بشجاعتهم، أمثال الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- الذي تصدّى لمن أغار على إبل رسول الله، فرمى بهم وقال: "أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرُّضّع"، ومعنى مقولته أنَّ هذا اليوم يوم هلاك اللئام.

تميّز الصحابة بطاعتهم لأهلهم فيما كان ضمن طاعة الله ورسوله، كما فعل سعد بن أبي وقاص عندما غضبت أمّه من إسلامه، وحاولت جاهدةً على أن تردّه عن دينه، ولكنّها لم تنجح في ذلك، فكان من أبرِّ الناس بأمِّه، لكنَّه رفض التنازل عن إيمانه، فنزل قول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا}، فلا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.

تميّز الصحابة بزهدهم وصبرهم، وتحمّلهم لِقسوة العيش وصعوبته. تميز الصحابة بصلاحهم وأمانتهم في نقل الرسالة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. تميّز الصحابة بحرصهم على نشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تميّز الصحابة بسرعة الإنابة إلى الله والتوبة إليه. تميّز الصحابة بكثرة علمهم، وسعة صدرهم، ورجاحة عقلهم، وحرصهم على الاستيعاب الدقيق الشامل لكلِّ ما عَلَّمهم إياه الرسول -عليه الصلاة والسلام- من القرآن والسنة النبوية.

تميّز الصحابة بنيْلهم لثناءَ الله عليهم ورضاه، فيكفيهم فخرًا أن أَثنى الله عليهم ووصفهم بالعدالة.
تميّز الصحابة بفهم القرآن الكريم، وفهم مقاصده ومعانيه، وحرصهم على تدبُّر آياته، ووصل حالهم إلى اكتمال معرفتهم في فهم أصول الدين.

تميّز الصحابة بكوْنهم القرن الذي بُعث فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنالوا شرف صحبته، والنظر إلى وجهه، وتلقِّي الرسالة منه، حتى أوصلوا الرسالة إلى البشرية، فهم الواسطة بين الناس وبين الرسول عليه الصلاة السلام.
تميّز الصحابة بأنَّ الله وعدهم بالحسنى ألا وهي الجنّة، كما أنَّه وعدهم بمغفرةٍ منه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى