ارتفاع أسعار المواد الغذائية يتسبب في ركود الأسواق التجارية بحضرموت

> تقرير/ خالد بلحاج:

>
  • محال تجارية أغلقت وإقبال ضعيف على التسوق في شهر رمضان
شكى مواطنو محافظة حضرموت من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بصورة مضاعفة، في ظل عدم انتظام صرف مرتبات عدد من القطاعات، والبطالة وضعف الأعمال، بسبب الأزمة الدائرة في البلاد، ناهيك عن تفشي وباء(كوفيد19)، مما ساهم ذلك في تدني القدرة الشرائية، وركود الأسواق خصوصًا مع قدوم شهر رمضان المبارك.

"أسعار مضاعفة"
يقول المواطن"أحمد سالم " : تضاعفت الأسعار، ولم نعد بمقدورنا شراء المواد الأساسية، كالدقيق، والزيت، والأرز، والسكر، وأصبح سعر كيس الدقيق يفوق العشرين ألف ريال، والدبة الزيت 4 لتر ستة آلاف ريال، وكيف لنا بعمل معجنات كالسانبوسة وغيرها، وخصوصًا أننا اعتدنا عليها في هذا الشهر الفضيل "، فالأسعار نار في نار، والزيادة تضاعفت ثلاثة أضعاف عمَّا كان في السابق "

ويشاركه الرأي زميله سعيد علي بالقول: " المرتبات ضئيلة جدًا، ولن تفي بقيمة كيس أرز، ويضيف المعاناة صعبة جدًا، خصوصًا في ظل عدم صرف مرتبات بعض القطاعات العسكرية، وانتشار الأمراض، والبطالة. مضيفًا: "كل عام نتأمل خير، ولكننا نرى كل سنة أصعب من الأخرى" .

بينما يرى المواطن " صالح محمد" أن الأزمة والبطالة إضافة إلى تفشي وباء(كوفيد 19) ساهما بشكل كبير في ضعف القدرة الشرائية، إلى جانب ارتفاع الأسعار، فأصبح المواطن يصرف للعلاج مئات الآلاف، ولم يعد يهتم لأمر المواد الغذائية، طلبًا للشفاء، ويضيف هذا العام الإقبال ضعيف على التسوق لشهر رمضان، خصوصًا الأسر محدودة الدخل "

بينما تحدث رب الأسرة "سالم سعيد" : "نحن أبناء المدينة وأصحاب الدخل المحدود، والموظفون، رواتبنا ضئيلة جدًا، لا تفي بكل احتياجاتنا " ويضيف : " لدي رأس غنم قمت ببيعه لشراء قيمة أدوية لعلاج الحميات التي أصابتني، وما تبقى من الثمن أربعين ألف ريال أين أوزعها؟ هل هي للمواد الأساسية أم لاحتياجات شهر رمضان؟ لذا سأكتفي بشراء جزء من المواد الأساسية، وجزء ضئيل من احتياجات رمضان إلى أن يأتي راتبي لشهر أبريل".

"وضع سيء"
عشرات بل مئات الأسر، لا يوجد لديهم دخل محدد سوى ما يدخروه من كدهم اليومي، ولكن مع أنتشار الوباء، وتراجع الأعمال، باتت أوضاعهم صعبة جدًا، وسيئة، مما اضطر بعض النسوة إلى طلب الناس إلحافًا، أما من خلال إطلاق مناشدات عبر صفحات التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين، وإما من خلال انتشارهن على المحال التجارية، لطلب ما يسد الرمق، لحين يأتي الفرج من الله، أو يجد عائلها عمل، كما تقول إحدى السيدات: "ننتظر الفرج من الله، فالأمور معقدة، زيادة الأسعار، وقلة الأعمال لمعيلينا، جعلتنا في هذا الوضع السيء، أما نجلس في البيوت، بانتظار طارق على الباب، يأتي بسلة غذائية، أو مبلغ مالي ليسد احتياجات الشهر الفضيل، وأما الخروج إلى التجار، وهذا أمر صعب، لم نعتاد عليه من قبل، ولكن للضرورة أحكام" .

"ضعف التسوق"
خلال جولة قمت بها داخل سوق مدينة القطن وسط وادي حضرموت، التي كعادتها قبيل شهر رمضان تزدحم أسواقها بالمواطنين، للتسوق، فشدني الازدحام، وعند سؤالي لأحد التجار قال:"الازدحام كبير، لكن التسوق ضعيف، أي انخفضت القدرة الشرائية لدى غالبية المواطنين، بسبب الأوضاع وارتفاع الأسعار، وما تشاهده مجرد زحام موسمي، لبعض الأسر التي تعتمد على التحويلات من الخارج، أما بقية المواطنين والموظفين لم نشاهدهم على غير عادة التسوق كل عام قبيل هذا الشهر الفضيل".

"محال أغلقت"
جراء تضارب العملة، وضعف القدرة الشرائية، وتراكم الديون، لوحظ إغلاق ثلاثة من المحال التجارية الخاصة بالمواد الغذائية بمدينة القطن، وعند سؤالنا عن الأسباب، كانت الإجابة بسبب عدم استقرار الأسعار، وتراكم الديون، وكذا التضارب في البيع والشراء للمواد الغذائية بالعملات الأجنبية، مما ساهم في الإفلاس، وإغلاق المحال، وتقبيلها، وتحويلها إلى محال بيع مواد أخرى"

"مقارنة"
في العام الماضي كانت الأمور أفضل حالًا، حيث لم تبلغ الأسعار ما بلغته اليوم، فسعر كيس السكر 18,000 اليوم بأربعة وعشرين، وسعر كيس الدقيق 16,000 اليوم 22000، والدبة الزيت 20 لتر بـ 16,000 ، أما اليوم بـ 2,7000 ريال.

"أيادي بيضاء"
أمام هذا الوضع لاتزال هناك أيادي بيضاء، تعمل في الخفاء، لدعم ومساعدة الأسر المحتاجة والمعسرين، من خلال تقديم احتياجات شهر رمضان المبارك، من السلل الغذائية، والنقود، والتمور، في إطار التكافل الاجتماعي، والعمل الخيري، لمساندة مثل هذه الأسر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى