صحابة رسول الله.. أبوبكر الصّديق

>
حياة أبي بكر الصّديق
هو عبد الله بن أبي قُحافة عثمان بن كعب التيميّ القرشيّ، الملقب بالصديق، وأمّه هي سلمى بنت صخر بن عامر التيميّ، وُلِد قبل الهجرة بواحد وخمسين عاما، وكان سيّدا من سادات قريش ومن أعرف النّاس بأنسابها. عُرف برجاحة العقل والحكمة، حتى إنّه حرّم شرب الخمر على نفسه، ورفض عبادة الأصنام في الجاهليّة.
كان أبو بكر رضي الله عنه أوّل من صدّق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وآمن به من الرّجال، فكان من أحبّ النّاس إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فقال فيه: "إنَّ مِن أمَنِّ الناسِ علَيَّ في صُحْبَتِهِ ومالِهِ أبا بكرٍ، ولو كنتُ مُتَّخِذاً خَليلاً غيرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أبا بكرٍ، ولكِنْ أُخوَّةُ الإسْلامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المسجِدِ بابٌ إلا سُدَّ إلا بابَ أبي بكرٍ".

تولّى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنة إحدى عشرة للهجرة، وبقي خليفةً للمسلمين قرابة سنتين وأربعة أشهر، وتوفّي سنة 13 للهجرة، ودُفن بجوار الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وكان له حينها من الأولاد: عبد الله وعبد الرحمن ومحمّد وأسماء وعائشة وأمّ كلثوم.

أبو بكر الصّديق في الإسلام
كان الصّديق رضي الله عنه من أخصّ الخواص والأصحاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل الإسلام، وحينما عرض عليه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الرّسالة والتوحيد لم يتردّد بتصديق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والدخول في الإسلام، ولم يكتفِ بذلك بل سارع إلى نشر دعوة الإسلام بنفس اللحظة التي تلقّاها من الرّسول، فأسلم على يده ستة من العشرة المُبشّرين بالجنّة مع غيرهم من الصحابة، كان أبو بكر رضي الله عنه من السّابقين لأعمال الخير بعمومها، فحين اشتدّ العذاب على المسلمين في بداية الدّعوة بسبب إسلامهم، أعتق أبو بكر رضي الله عنه عشرين صحابيّاً، أنفق في ذلك أربعين ألف دينار.

حبّ أبو بكر الشديد لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ففي يوم الهجرة عندما بُلّغ أبو بكر رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينوي مرافقته في هجرته فرح فرحا شديدا حتى بكى فرحا، وقالت عائشة رضي الله عنها: "فواللهِ ما شعَرْتُ قطُّ قبلَ ذلِكَ اليومِ أنَّ أحداً يبكي من الفرحِ حتى رأيتُ أبا بكر يومئذ يبكي".

رافق أبو بكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الهجرة، وكان نِعْم الرّفيق، إذْ إنّه حماه بكلّ ما أوتي من قوّة، وعندما وصل المشركون إليهم، خاف أبو بكر على الرّسول، فقال له الرّسول مطمئناً: "ما ظنُّك باثنَينِ اللهُ ثالثُهما"، وبعد ذلك أتمّ أبو بكر مهمّته في حماية الرّسول حتى بلغ معه المدينة المنوّرة، وساهم أبو بكر مع الصّحابة في إعمار الدّولة الإسلاميّة في المدينة، وشارك مع الرّسول في كلّ المشاهد التي شهدها، وكلّفه الرّسول بعدّة مهمّات، منها: إمارته لبعثة الحجّ، وإمامة المسلمين في مرض الرّسول عليه السّلام.

فثبت يوم وفاة الرّسول -عليه السّلام- برغم الفاجعة وهول المُصاب، حيث كان الكثير من الصّحابة تخبّطوا من ذلك، كما أنّه ثبت على مبادئ الإسلام وأركانه، فكان قائدا عسكريّا قويّا ومُحنّكا لا يهاب أحدًا في الحق فدافع عن المدينة والدّولة ومقدّراتها ومكاسبها

بُويع أبو بكر خليفةً لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاة الرسول، وقد تحلّى بالحكمة والثبات على المبادئ من أوّل يوم في عهد الخلافة، ، ولم تمض أيام على وفاة الرّسول صلى الله عليه وسلم حتى أرسل الجيوش لتثبيت جزئيّات الدّين التي أصبحت ممّا يتفاوض فيها من المرتدّين، ثمّ أُرسلت جيوش أخرى إلى أكبر إمبراطوريتين في العالم؛ الفرس والرّوم، فكان ذلك تمهيدا لسقوطهما واختفائهما.

صفات أبي بكر الصّديق
اشتهر أبو بكر -رضي الله عنه- بالكثير من المناقب والصفات العظيمة، منها: ورع أبو بكر وخوفه الشديد من الله تعالى، وشجاعته وتحمّله للأذى في سبيل الدعوة، وكان الصديق أسيف أي "رقيق القلب"، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: جعلنا لرسول الله عريشا ، فقلنا من يكون في حمايته من أذى المُشركين، فما أقبل أحد إلا أبو بكر شاهرا سيفه؛ حتى لا يقترب أحد من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعندما اقترب المشركون لقتل النبيّ، قام أبو بكر يضرب هذا ويجاهد هذا ويتلتل هذا، وصاح أبو بكر قائلاً: "أتقتلون رجلا أن يقول ربّي الله"، ثمّ وضع بردةً على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبكى خوفا عليه حتى ابتلت لحيته من الدموع.

حرص أبو بكر على الطاعات ومسارعته إليها، وإنفاقه في سبيل الله، كان طوال الوقت منفقًا في سبيل الله، لا يدخّر لنفسه شيئًا، فقال عنه عليّ رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده ما استبقنا إلى خير قط إلّا سبقنا أبو بكر إليه". ذات مرّة دعا النبيّ أصحابه للإنفاق والبذل في سبيل الله، لتجهيز جيش المسلمين فحاول عمر بن الخطّاب مسابقة أبا بكر بالإنفاق، فجاء بنصف ماله لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجاء أبو بكر ووضع ماله كله بين يدي رسول الله، فسأله الرّسول: "ما أبقيتَ لأهلكَ يا أبا بكر ؟ فقال: أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولهُ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى