القهر الاجتماعي

> مواصفات الإنسان للوظيفة الكبيرة (المنصب)، ما زالت مواصفات سلبية وغير علمية، ما زالت الإدارة تعتمد على إجراءات مخالفة، صريحة تتمثل بالمحاصصة، والمحسوبية، للمجاملة والعرف غير الإيجابي، أو بصحيح العبارة، ما زالت المفاهيم الخاطئة، تسيطر على عملية الاختيار للمناصب القيادية، وبهذا الأسلوب، لا تستطيع بلادنا أن تنهض، أو تتقدم باعتمادها على التقاليد والأعراف الخاطئة، للأسف الشديد نلاحظ بأن المحسوبية، والمجاملات المناطقية، والقبلية، من الأسباب التي لا تزال تشكل العوامل الرئيسة، للكثير من الإحباطات، والسلبية في مجال الأعمال الإدارية، التي تعاني الكثير من الوزارات، والمؤسسات في بلادنا، فالأخطبوط الإداري، هو السبب الرئيس في إخفاق الكثير من المشاريع، وعدم وضوح الاختصاصات، عامل آخر من عوامل السلبية، والاتكال والتواكل.

الكثير من النصائح التي دائمًا ما نكتبها في اعتقادي، أن الزوايا أو النواحي الشخصية، جزء أو عامل لا يجب أن نهمله، لكنه ليس كل شيء، وإنما المؤهل والتجربة هما الأساس، والقدرة، والموهبة، والعطاء هي المواصفات الأحسن، والأنسب، والأقدمية في العمل، مع النشاط الإيجابي، وتقديم الأعمال المميزة.
كل ذلك، لابد من وضعه في الحسبان، حين يتم ترشيح شخص ما، لشغل وظيفة قيادية، أما أن يكون الاختيار مبنيًا على أساس أن فلانًا قريب للعائلة الفلانية، وعلى أساس أن والده ووالدته لهما ثقلهما العائلي!.

حقيقة أن هذا الأسلوب يسبب (القهر الاجتماعي)، والنقمة، والتبرم عند أصحاب القدرات، والمواهب المجمدين، حتى رأينا يومًا بعد يوم، انحسر التعامل بمبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب" في شتى مجالات الخدمة العامة، وحلَّ محله مبدأ المحسوبية، ومرض (الواسطة)، في إطار أسلوب توزيع الغنائم، وتبادل المنافع، على الطريقة (شيلني وأشيلك)، وهكذا تمَّ دفن المواهب، وضرب الطموحات، وضاعت (الطاسة)، وأختلط الحابل بالنابل، فلم يعد تقييم الأشخاص، واختيار أصحاب الكفاءات، بحسب الخبرة، والاختصاص، والعلم، والمثاليات؛ بل على أساس المصالح، والمزاجيات، والعصبيات، وقياسات الخنوع، ووسائل النفاق والخداع.

ولهذا رأينا صعود نكرات وإمّعات، إلى مراكز الصدارة، وسطوع نجم قطعان من المنتفعين، والوصوليين، والمزايدين، الذين يسرحون، ويمرحون، ويتحكمون بأرزاق العبادة، ومصالح البلاد، كما شهدنا، فأن الكثير من الجهلة، الذين لا تتوفر لديهم الخبرة، ولا علم لديهم في الواجهة، ولهذا سادت أمراض البيروقراطية، والفساد، وضاعت الصلاحيات، والمسؤوليات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى