كلمات في رمضان .. أمانة الموروث الإسلامي

> إن الموروث الإسلامي (المعارف والعلوم الإسلامية) أمانة في أعناق الأجيال الحاضرة، ومسئولية عليهم أن يُؤَدوها على الوجه الأكمل، وإلا ضاعت أمجاد الأمة التي وصلت إلينا، بعد أن حفظتها الأجيال الماضية ودافعت عنها، فلقد حفظوها من كل دخيل، ودحضوا عنها كل زيف.
إن أمم الأرض اليوم أشد حاجة لهذا الموروث من كل وقت مضى، لما تعاني البشرية من شقاء وعنت، لا سبيل لعلاجه، ولا طريق لإسعاد البشرية إلا بهذا الموروث، الذي هو في الأصل ميراث الأنبياء، ومنهج الحق الذي ارتضاه الله لعباده.

إن جيل اليوم من المسلمين عليه مسؤوليات أشد خطورة وأكثر عمقا من أي وقت مضى، مع تعقد حركة الغزو الفكري، وهجمة الباطل، الذي يحاول أن يجد ثغرة ينفذ من خلالها إلى الناس، ليقطع بذلك الخيط المتصل، الذي استمر وامتد منذ نزول الوحي بالإسلام على أنبياء الله، وختم بشريعة القرآن وأمانته للمسلمين بأن يحفظوها، ويدافعوا عنها، وينشروها للعالمين".

وعلى الأجيال الجديدة من المسلمين أن تتعرف على هذا الإرث، وتكتشف عظمته، ومجده، ومعطياته، وهم اليوم في العالم المأزوم المحتاج للضياء والنور والهدى، ليخرج من الظلام والشك والقلق والتمزق والضياع.

إذن الموروث الإسلامي أمانة في أيدي قومنا ومثقفينا، وهم مطالبون أولا بفهم هذا الموروث، ثم بتبيينه للناس، وهم لكي يفهموه لا بد أن يبدؤوا بمنابع الإسلام الأصلية، وأن يلتمسوا جوهر المعرفة الإسلامية؛ ولن يستطيعوا أن يحملوا هذا الإرث، أو يدفعوا عنه، أو يقدموه للبشرية، إلا إذا كانوا هم أنفسهم قد صدروا عن العقل الإسلامي، والنفس الإسلامية، والمزاج الإسلامي.

أما إذا حاولوا ذلك عن طريق فلسفات أجنبية، أو معارف استشراقية، أو مناهج غربية، أو شرقية، فإن ذلك لن يحقق لهم الوصول إلى الفهم الصحيح لهذه الحضارة و لهذا الدين، فهذا المنهج أصيل لا ينتمي إلى غيره أبدا.

و للإسلام منهجه الأصيل في المعرفة، وأسلوبه الخاص في الفهم، ذلك هو الأسلوب القرآني، وهو الحق، ولقد دافع كثيرون عن الإسلام، وكتبوا دراسات مهمة ونافعة، وقد اصطنعوا أسلوب الفلسفة الغربي، أو أسلوب المنطق الأرسطي، أو أسلوب الوجدان والقلب والإشراق، لكنهم فعلوا ذلك في مرحلة وبيئة معينة، فلما انتهى زمنهم لم يستطع دفاعهم أن يكون مسلما به، فأصبح تاريخا محضا".

أما الإسلام فإنه منهج متكامل شامل، إنه منهج يجري على الأبعاد المختلفة للفكر، ويغطي طرائق العقل والقلب، والنظر والمشاهد والاستدلال، وقد استوعب القرآن طرق المعرفة كلها ووسائلها جميعا، بحيث أتيح له أن يصل إلى مختلف الناس، فيخاطبهم ملبيا حاجتهم أجمعين، أبيضهم وأسودهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى