علي ناصر: جهود السلام فشلت لأن اليمنيين لا يمتلكون قرار وقف الحرب

> «الأيام» استماع

> استضافت قناة الغد في برنامجها مدار الغد الذي تقدمه الإعلامية يارا حمدوش، السبت الماضي، الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، الذي تحدث من بيروت عن جهود الحل السياسي باليمن برعاية أممية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني.

وشارك في الحلقة من عمان وزير الداخلية الأردني الأسبق ومنسق مجموعة السلام العربي م. سمير حباشنة، وفيما يلي جزء من المقابلة:

س- تعددت المبادرات وتنوعت المؤتمرات والاجتماعات لإيجاد مخرج للازمة والحل في اليمن، ولكنها دئما تصطدم بمجموعة من العراقيل والعقد، برايك ماهي العقدة الأبرز التي تقف في وجه كل هذه الحلول؟

ج- تابعت العرض الذي نشرته حول الجهود الأممية والإقليمية والمحلية منذ بداية الحرب، ومع الأسف، إن كل هذه الجهود وكل هذه المبادرات والمؤتمرات التي عقدت لم تتوصل إلى حل سياسي للازمة في اليمن

س- لماذا برأيك سيد ناصر؟

ج- أما لماذا، فأنا اعتقد، وأقولها بكل صراحة، إن اليمنيين لا يمتلكون القرار، ولو كنا نتملك القرار، كنا أوقفنا الحرب من بدايتها، وأنا هنا استشهد بالحروب التي مر بها اليمن، ومنها الحرب بين الملكية والجمهورية في الستينات، وهذه الحرب كانت بين الجمهوريين الذين تدعمهم مصر، والملكيين الذين كانت السعودية تدعمهم، بقيادة الملك فيصل رحمه الله، استمرت من عام 62 إلى نهاية عام 67م، وفشلت كل المحاولات لوقفها.

وكان اليمنيون لا يتفقون كما شرحت أنت في اللقاءات والمؤتمرات، وأتذكر في الستينات، وتحديدا عام 65م كان هناك مؤتمر عقد في مدينة حرض على الحدود السعودية ـ اليمنية، بين الملكيين والجمهوريين، وجلسوا أكثر من 15 يوما، يناقشون موضوعا واحدا، هو جدول الأعمال فقط، ولم يتفقوا، وأتذكر حينها علق البعض قائلا: "اتفقوا على أن لا يتفقوا"، وانفض المؤتمر دون الاتفاق على جدول الأعمال، السؤال لماذا؟ لأنهم ليسوا أصحاب قرار، وكانت الأطراف كلها موجودة، المصريون موجودون بجانب الوفد الجمهوري، والملكيون إلى جانب المستشارين من السعودية، ولكنهم، وأقولها بكل صراحة، ليسوا أصحاب قرار، لهذا فشل مؤتمر حرض، وفشلت كل الوساطات، وفشلت كل المحاولات، كما يجري اليوم، بعد هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس باليمن.

أنا أتكلم عن الحرب في الستينات، فقد خسرت مصر رجالها، والسعودية خسرت مالها، والمستفيد من الحرب هم تجار الحروب، وتحولت لحرب استنزاف.

بعدها وعلى هامش قمة المؤتمر الرابع للقمة العربية التي انعقدت في الخرطوم بعد نكسة حزيران، التقى جلالة الملك فيصل رحمه الله، والرئيس جمال عبدالناصر، وفي غضون ساعة واحدة، تم حسم الأمر، وأوقفت الحرب، وانتقل المشير السلال الذي كان حينها رئيس الجمهورية العربية اليمنية، انتقل إلى مصر، فيما الإمام محمد البدر، انتقل إلى لندن، أوقفوا الحرب في جلسة، بينما اليمنيون ظلوا 15 يوما يناقشون جدول الأعمال ولم يتفقوا.

س- أريد أن أسألك سيد علي، اليوم الأطراف المنخرطة في الصراع في اليمن، إلى أي مدى هي معنية لإيقاف الحرب؟ إلى أي مدى لمصلحتها وقف إطلاق النار وبناء مؤسسات؟

ج- هناك أطراف لا تريد إيقاف الحرب ومستفيدة من هذه الحرب، ولكن هناك أناس شرفاء وحكماء ونحن نناشدهم العمل والمساهمة في وقف الحرب، ونحن نريد أن تساعدنا الدول الإقليمية والدولية لوقف هذه الحرب، أقول بكل صراحة اليمنيون ليس بيدهم القرار اليوم، ونأمل مساعدتهم للخروج من الأزمة.

أنا تحدثت مع أطراف مسؤولة في الخليج لإيقاف الحرب، وطرحت أربعة أمور أولها وقف الحرب، والثاني استعادة الدولة، والثالث سحب الأسلحة، والرابع بدء حوار بين كافة الأطراف؛ لأنه لا يمكن أن نقصي أحدا، والساحة اليمنية للجميع والثروة اليمنية تكفي للجميع، ونحن بحاجة إلى إرادة وطنية وقرار وطني ومساعدة إقليمية ودولية، وهذا ما نأمله. أنا رحت والتقيت مع الإخوان، وقالوا ممكن تتحرك على هذا الأساس، وانتقلت للإخوة المسؤولين اليمنيين، ووافقوا ورحت للإخوان في لبنان والقاهرة وعمان، وكلهم رحبوا بهذه المقترحات، وزرت أمين الجامعة العربية، وكان معي معالي الوزير سمير، وعرضت عليه، وحاولت أن ألخص أهم الأفكار، ورحب بالفكرة، وكانت الفكرة أن يعقد مؤتمر للشخصيات اليمنية في جامعة الدول العربية، تشارك فيه 200 شخصية، ورحب الأمين العام للجامعة العربية، واتفقنا، وانتقلنا إلى عمان والتقيت بالمبعوث الأممي جريفيثس، ورحب بالفكرة، وكان هناك إجماع، وكان يمكننا أن نحقن الدماء ونخرج من الأزمة، لكن مع الأسف هناك بعض القوى لا تريد وقف الحرب، ومستفيدة محليا وإقليميا ودوليا، وأنا هنا أؤكد مرة أخرى، على ضرورة وقف الحرب والدخول في حوار لحل المشاكل.

س- من أين يجب أن يبدأ الحل؟

ج- نحن تقدمنا بمبادرة لكافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، نحن نأمل الآن بعد تعيين المبعوث الأمريكي إلى اليمن، وإضافة إلى جهود المبعوث الأممي وأيضا جهود سلطنة عمان والسعودية والإمارات، أن نصل لحل نهائي للازمة.

أنا قلت المنتصر في هذه الحرب مهزوم، لا أحد منتصر في الحروب الأهلية، ولهذا نحن نحرص على أن يكون لهم دور إيجابي في وقف هذه الحرب، اليمن تتمتع بموقع استراتيجي هام جدا، وهي تتحكم بباب المندب والبحر الأحمر والقرن الإفريقي والمحيط الهندي وجزيرة العرب، وطالما استمرت هذه المنطقة ملتهبة وفيها الحروب، لا يمكن أن تستقر الأوضاع والملاحة الدولية في المنطقة، نحن بحاجة إلى إنهاء الحرب والاهتمام بالتنمية، اذا حصلت تنمية، بدلا من صرف المليارات على الحروب، من الممكن أن تنهض اليمن، وتخرج من أزمتها وفقرها وجوعها، واليمن موقع استراتيجي في المنطقة، ونأمل أن نتجاوز الحروب، ونأمل تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب ولمصلحة كافة الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى