صحابة رسول الله.. طلحة بن عبيد الله "شهيدٍ يَمْشِي على وجهِ الأرضِ»

> هو طلحة بن عبيدالله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، ولد سنة 28 قبل الهجرة، يكنى أبو محمد، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض. وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر رضي الله عنه، واشتُهر بالكرم والجود والبذل والإنفاق، فسمي بذلك بطلحة الخير.

قصة إسلام طلحة بن عبيد الله
أسلم طلحة بن عبيد الله في بدايات الدعوة الإسلامية. وقد كان إسلامه رضي الله عنه دليلا من دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وشاهدا على علم اليهود بالبشارات والأمارات الموصوفة لديهم في التوراة، التي تجمعت في رسول الله، عليه الصلاة والسلام، ولكنهم لم يؤمنوا بها حسدا واستكبارا، فقد كانوا يتأملون أن يخرج هذا النبي من بينهم.

كان طلحة يعمل بالتجارة، وفي أحد أسفاره إلى الشام، حصلت له قصة عجيبة يقصها هو بنفسه؛ قال: حضرت سوق بُصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل الموسم، أفيهم أحدٌ من أهل الحرم؟ قال طلحة: قلت: نعم أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعد؟ قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره إلى أرض ذات نخلٍ، فإياك أن تُسبق إليه.

قال طلحة: فوقع في قلبي، فأسرعت إلى مكة، فقلت: هل من حدثٍ؟ قالوا: نعم، محمد بن عبد الله الأمين، يقول إنه نبي، وقد تبعه أبو بكر، فدخلت على أبوبكر فقلت: اتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلق أبوبكر فاتبعه طلحة. فأخبره بما قال الراهب، فخرج به أبوبكر حتى دخلا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلم طلحة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقصته مع الراهب.

وصار طلحة رضي الله عنه من ذلك اليوم واحدًا من ثمانية، تشرفوا بالسبق للإسلام فور دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

شهد طلحة مع الرسول الغزوات، وحضر فتح مكة وحنين والطائف وغيرها، والغزوة الوحيدة التي تخلف عنها كانت غزوة بدر، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسله في مهمة عسكرية، ومعه سعيد بن زيد رضي الله عنهما يتجسسان خبر عير قريش، فخرجا حتى بلغا الحوراء، فلم يزالا مقيمين حتى مرت بهما العير، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد إليه، وقد فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال من لقيه من المشركين. ولما أنجزاها، ورجعا قافلين إلى المدينة، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحبه عائدين من غزوة بدر، فآلم نفسيهما أن يفوتهما أجر مشاركة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالجهاد في أولى غزواته.

لكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أهدى إليهما خبرًا لتطمينهما، حين أنبأهما أن لهما من المثوبة والأجر مثل ما للمقاتلين تمامًا.

و أبلى طلحة بن عبيدالله في معركة أحد بلاءً حسنا، وحمى النبي، عليه الصلاة والسلام، من الكفار وبايعه على الموت، ووقاه بروحه، وكان بطلًا شجاعا، ظهرت شجاعته في نصرة الدين والثبات على الإسلام، والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جرح في غزوة أحد أربعة وعشرون جرحا، وهو يذب عن رسول الله، فكان أشبه ما يكون بالحاجز المنيع الذي منع وصول النبال إلى النبي، إلى أن ضُرِب رأسه، وشُلّت إصبع يده التي كانت تَتلقّى النبال عنه، ويُروى أنه قد جعل جسده تحت قدمَي الرسول صلى الله عليه وسلم ليَصعد إلى صخرة كان الرسول يحاول ارتقاءها.

ومن فضائله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أَحَبَّ أن ينظرَ إلى شهيدٍ يَمْشِي على وجهِ الأرضِ فَلْيَنْظُرْ إلى طلحةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ".
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال: ذاك يوم كله طلحة".
و قد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طلحة سيموت شهيدا، وقد تحققت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أن طلحة قد قتل شهيدا على يد ظالم لنفسه بـ "موقعة الجمل" في عهد الخليفة علي بن أبي طالب سنة ست وثلاثين للهجرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى