كلمات في رمضان.. كن متواضعا

> التواضع: هو التذلل والخشوع، وهو خُلُقٌ سنيٌّ يشمل خيرات كثيرة، فهو خضوع وانقياد للحق.

والتواضع على نوعين:

1- التواضع المحمود: وهو تواضع المرء لله، وترك التطاول على عباده.

2- التواضع المذموم: وهو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه.

فمن التواضع المحمود: أن يتواضع العبد لله رب العالمين بأن يأتي بالطاعات المأمور بها من غير إعجاب بفعله، ولا راءٍ له، وأن يتواضع لدين خالقه ومولاه بالانقياد لِمَا جاء به الرسول والاستسلام له، وذلك لا يكون إلا بثلاثة أمور:

1- ألا يعارض شيئًا مما جاء به الرسول بأي شيء من المعارضات.

2- ألا يتهم دليلا من أدلة الدين بالنقص أو القصور أو أن غيره كان أولى منه، ومتى عرض له شيء من ذلك فليتهم فهمه.

وكم من عائب قولا صحيحًا *** وآفته من الفهم الســـقيم

ولكن تأخذ الأذهان منه *** على قدر الحوائج والفهوم

3- ألا يجد إلى خلاف النص سبيلا لا بباطنه ولا بظاهره، ولا بلسانه ولا بفعله

فمن التواضع المحمود: التواضع للخلق:

1- بأن ترضى بالمسلمين إخوانًا لك ولا تتكبر عليهم ولا تحتقرهم، قال تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة)) [الحجرات:10]، وقال صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره".

2- فينبغي على العبد المتواضع أن يقبل الحق ممن يحب وممن يكره، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) [المائدة:8].

وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلن، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضا".

3- أن تقبل من المعتذر معاذيره، قال صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيْمٌ وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ" السلسلة الصحيحة (935).

وهناك أمور تدل على التواضع:

1- الخضوع للحق والانقياد له، والدخول تحت الحق ليكون الحق متصرفًا فيه.

2- احترام الناس وتوقيرهم.

3- القصد في المشي، قال تعالى: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاما)) [الفرقان:63].

قال العلامة السعدي، رحمه الله تعالى، في تفسير قوله تعالى: ((يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا)) "أي: ساكنين متواضعين لله والخلق، فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده".

ولقد أحسن مَن قال:

ولا تَمش فوق الأرض إلا تواضعًا *** فكم تَحتها قوم هم منك أرفع

فإن كنت في عزٍّ وخيرٍ ومنعةٍ *** فكم مات من قوم هم منك أمنع

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى