حتى لا ننسى .. من كارثة 2008م

> 13 سنة أنقضت على كارثة أكتوبر 2008م، أتذكر جيدًا، أنني وثلة من الزملاء الإعلاميين انتشرنا، على الرغم من المخاطر، لنقل الحقائق ومعاناة المتضررين الذين سمعوا ساعتها من وسائل الإعلام الرسمية وعودًا نرجسية، وظلوا يكظمون غيظهم، ولكن أتذكر جيدًا أن يوم الاثنين 27 أكتوبر، أي بعد (4) أيام من وقوع الكارثة، وصلت شخصيًا مع رهط من كبار رجال الدولة من صنعاء، صادق أمين أبو راس، و6 وزراء، ومحافظ حضرموت حينها، ومدراء عموم مكاتب الوادي والصحراء، إلى ساه، وشاهدت دمارًا لم أره على الأطلاق، موكب المسؤولين قذفه الأهالي بالألفاظ، وبالطين (المخمر)،

وكان المواطنون محقين في استقبالهم للمسؤولين غير المرغوب فيهم، فهم لم يشاهدوا أحدًا يصل إليهم، سوى الحوامات، وإنقاذ عاجل متواضع بطائرات شركات النفط التي تطوق ساه .

حاول المسؤولون الكبار الذين لا يجيدون سوى الوعود، وتنميق الكلام، ولو على حساب أنين المتضررين، بأنهم فتحوا الطريق كي يصلوا إليهم .. هدأ أهل ساه بانتظار التنفيذ وما قيل، هذا قبل 13 عامًا، وكان الحال في تريم، فزيارات المسؤولين حينذاك كانت تحصيل حاصل، وإسقاط فرض، فقد سبقتهم الجمعيات الخيرية، والشباب المتطوع، وحتى نحن في منتدى شبام الثقافي، في(2008م)، وعبر جمعية حضرموت عدن، ومؤسسة "الأيام"، وكثير من الجمعيات، قمنا إلى المغامرة إلى تريم، ووزعنا وسلمنا إغاثات إلى تريم، وثبي، وحصن عوض، وفلوقة، ومشطة وغيرهم، فالجمعيات بالوادي آنذاك سبقت الحكومة، ورجال الحكومة والدولة، وهكذا يسمونهم، يأتون للفرجة، عفوًا هذه الحقيقة، وهذه شهادتي على تلك الأحداث، وغيري من الزملاء .

عمومًا فكما حصل اليوم في كارثة تريم حضرموت، فالجمعيات الخيرية تقوم بالواجب فعليًا، لا كما عجز عنه رجال الدولة، آنذاك سارع الكل في الإيواء والتسكين والغذاء الجاهز، أما عن الإغاثات العربية والإسلامية، فكان هنالك جسر جوي رُبط بمطار سيؤن من تلك الدول، وأول طائرة وصلت هي طائرة القوات المسلحة السلطانية، تلتها طائرات إماراتية، وكذا حضور دولة الكويت بطائرات سلاح الجو الكويتي، والهلال الأحمر من أول الواصلين الأوائل..

عشرات من الأطنان للمواد الغذائية وصلت في الأيام الأربعة الأولى، التي تلت الكارثة و(100) ألف خيمة من النوع الممتاز، المهيأة للسكن من تلك الدولة.. حتى فلسطين أرسلت طائرات مؤجرة، ومحملة بالإعانات إلى متضرري وادي حضرموت، ونشرت حينها بالأرقام، الرحلات وحمولاتها..

المطلوب اليوم ليس الإعلام التلميعي، المطلوب النقل الشفاف بعيدًا عن المبالغة، وتصوير المسؤولين كأنهم ملائكة، هذه مسؤولياتهم ووظيفتهم في الميدان.. عليهم وعلينا أن نكون شفافين، وواضحين مسؤولين ومواطنين .. وخواتم مباركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى