ذاكرة: عندما اختفى "مخشف" خلسة عقب حكم قضائي كبير

> في مثل هذا اليوم 5 مايو 1999م كانت سلطة القضاء في اليمن على موعد حدث كبير في محافظة أبين، وتحديدا في محكمة الاستئناف، التي تداعى لها، منذ الصباح الباكر، العشرات من الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء والقنوات العربية والعالمية.
وعشية هذا الحدث، أتذكر أن الناشر ورئيس تحرير صحيفة "الأيام"، رحمه الله وطيب ثراه، حرص على الحضور إلى محكمة استئناف أبين، ورافقته في هذه المهمة، وأصطحب معه إلى جانبي مراسل وكالة رويترز، الإعلامي محمد عبدالله مخشف، رحمة الله تغشاه، وتوجهنا معا إلى محكمة استئناف أبين.

وصلنا زنجبار مبكرا، ومظاهر الاستعداد والجاهزية الأمنية في أوج مراحلها في مداخل المحافظة ومحيط محكمة الاستئناف، التي هممنا في الدخول إليها في انتظار النطق بالحكم القضائي في زعيم تنظيم جيش عدن أبين زين العابدين أبو الحسن المحضار ورفاقه، بينهم تونسي الجنسية، وذلك لخطفهم 16 مواطنا غربيا، وقتل أربعة، منهم ثلاثة بريطانيين، وآخر أسترالي، وقضى الحكم بإعدام المحضار والتونسي، وحبس بقية أعضاء التنظيم.

وعندما هم الأستاذ هشام باشراحيل بمغادرة القاعة لم نجد المخشف، الذي كان جالسا معنا في اصطفاف واحد في أثناء جلسة المحاكمة، وأختفى فجأة. بحثنا هنا وهناك خارج القاعة حتى ظهر بعد ربع ساعه تقريبا، فأين أختفى المخشف، وأين ذهب؟
ذهب مراسل رويترز الصحفي محمد مخشف إلى أقرب كابينة اتصالات لإيصال الخبر في صيغته العاجلة عن منطوق الحكم الصادر في تلك اللحظة، وتكون رويترز أول وكالة تطير بالسبق الصحفي، وهو مأ أكدته في نعيها أمس بأنه صاحب الأخبار المنفردة والسباقة.

هذا هو الصحفي المتفرد، لم يجد متسعا من الوقت ومسافة الطريق أو أخذ قسط من الراحة حتى يفوز وتفوز الوكالة بالسبق الصحفي.
عندها، في الطريق إلى عدن، قرر هشام باشراحيل إصدار عدد استثنائي من صحيفة "الأيام" - التي صدرت صباحا- يغطي وقائع المحاكمة، حيث طلب استدعاء طاقم العمل من إخراج ومونتاج على وجه السرعة، ولإصدار العدد عصر اليوم؛ لتكون "الأيام" أول صحيفة تنفرد حصريا في نشر حيثيات المحاكمة، بعد ساعات محدودة من انعقادها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى