الدراما وبعض معارضي التيار الوطني الجنوبي

> في الدراما أو حتى في السينما والأدب المكتوب، وهي جميعها مرآة عاكسة لحياة وتجارب الأمم. هناك بداية ووسط ونهاية، ومنذ البداية تأخذ شخصيات الشر والانتهازيين والعملاء والرخاص وضع (المستفيد) والمسيطر والمنتصر، حتى الناجح بيننا يأخذ أصحاب الحق والمبادئ وضعاً صعباً جداً، ويظهر أنها أطبقت عليهم من كل مكان، بل يظهر أنهم فاشلون، وتتواصل الحلقات وتشتد الحبكة الدرامية في الوسط، ثم تأتي النهاية كما هي في الواقع، فينتصر الحق وأصحاب المبادئ، وتحسر شخصيات الشر وترمى شخصيات الانتهازيين والتابعين في مزابل التاريخ، لكن يستغرب البعض كيف في 29 حلقة نصرُ الشر والرخاص، ثم في حلقة وحيدة أخيرة نصرٌ للحق، متناسين أن الحلقة الأخيرة هي لحظة انتصار الحق، وما بعدها في مقطع من الحياة مدته 30 حلقة، وبعدها مليون حلقة من انتصار الحق الذي لم يعد محتاجاً دراما بعد هزيمة الرخاص.

كان نيسلون مانديلا إرهابياً مصنفاً مسجوناً ومزقت حركته، والمصلحون والأنبياء في التاريخ كانوا بين قتل ومعذب ومبعد ومتهم بالسحر، وفي الحلقات الأولى عذبوا وحوصروا وسجنوا، وكأن أقطاب الشر في لحظة انتصار وصانعي التاريخ تظهر أنهم فشلة، وقس على ذلك كل الثورات والتحولات الكبرى من الفرنسية حتى الروسية، حتى في ثورات التحرر من الاحتلال كان يقال: هؤلاء فشلة مجانين هل سيهزمون بريطانيا مثلاً؟، بينما الرخاص كانوا في نعيم أسياد الشر ثمناً لعمالتهم، ويظهرون ببهرج وكأنهم ناجحون، لكن أذكر هذا فقط في الحلقات الأولى.

في وضعنا الحالي هناك قوى شر وهناك رخاص وانتهازيون وعبيد للنفس، والكل ينفش ريشه يعتقد أنها قصة نجاح لن تذهب، بينما ينظر للصعوبات التي تواجه أصحاب المبادئ ووضعهم وكأنه جنوب وفشل وغباء بينما هو ناجح، ودليل نجاحه أنه يملك إمكانيات أفضل ووضعاً أفضل (آنياً) قادماً من ثمن شراء ذمته الرخيصة، وتذكروا أنهم يعيشون الآن حلقات الوسط والحبكة متناسين أن الحلقة الأخيرة وما بعدها قادمة، وهي من تصنف الكل في كتب التاريخ وذهنية الأمم وأمتهم أولاً، بينما هناك شعب بأكمله يخوض دور عيش الصعوبات من كل لون وشكل مجاميع من أصحاب المبادئ، صامدين حتى لحظة الانتصار والانعتاق الأخير الذي لا يأتي بسهولة في حياة وتجارب كل الأمم.

إلى قوى الشر: تذكروا أنكم كنتم تعتقلون من يرفع علم الجنوب في ساحة الهاشمي، وتقتلون من تريدون بدون سبب في صنعاء ودون حساب، لمجرد أنهم كانوا واقفين أثناء مرور موكب قيادي فيكم كما حصل مع أمان والخطيب، بينما الآن أنتم في شتات وضعف لا في عدن حيث يرفع العلم رسمياً، ولا في صنعاء حيث يقبع الشيخ كالنساء في وجه السيد. وإلى بعض الرخاص من قومنا: هل عملتم حسابكم بعد الحلقة الأخيرة ونجاح الجنوب؟ أين ستكونون في الواقع وفي ذكريات شعبكم؟ وكفى.

إلى شعبنا وإلى أصحاب المبادئ: لا شيء يأتي سهلاً لكنها هانت، وستأتي لحظة الانطلاق ونهاية كل هذه الصعوبات، واستقرار في بلد آمن ومزهر. هذه حتمية الشعوب الصابرة.
أما أنا، فاعتبروني مجنوناً أو إرهابياً أو غبياً أو فاشلاً فهي حبكة تتكرر، لكن الأغبياء من لا ينظرون في التاريخ ويأخذون العبر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى