هل تلغيها الصدفة المدبرة؟ المصافي وميناء عدن وعدة مُدن

> (أقول لم يكن على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل) وجملة (قالها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله، ولكن بشكل صارم (عليها أن تحمل عصاها وترحل) وعلى الرغم من الدراما والاستراتيجية التي اختطتها بريطانيا للرحيل من مستعمرة عدن التي كانت على القائمة هي الوحيدة من مستعمرات بريطانيا في بحر العرب إلا أنها غادرت عدن وهي تحمل إرثًا عميقًا من التاريخ وسجلًا سياسيًا حافلًا بالعديد من الوقائع على الأرض ولم يكن على بريطانيا أن ترحل بعصاها؛ بل تركت عصاها في المنطقة ممسكة بها من طرفها الأعلى وتقبض عليه بقوة لم يكن رحيل بريطانيا (صدفة عادية) بل كانت (صدفة مدبرة) لقيام دولة وليدة ناشئة عن قوة استعمارية انتهى (رسميًا وقع استعمارها لها أو على الورق).

-قامت بريطانيا في عقودها (للمستعمرة) عدن ببناء منشئات حيوية مهمة أبرزها (المصافي) و(ميناء عدن)، كما عملت على بناء عدد من المدن الجديدة فيها كالمعلا وشارعها الرئيس الشهير ذو الاثنان كيلومتر، وكذلك مدينة التواهي، وعملت على بناء عدد من المباني في البريقة لموظفيها في المصافي قد تكون رحلة القوة والمجابهة انتهت حينذاك وكانت ضرورة ولكن ظلت عينها على المنطقة كأحد أهم البلدان والإمبراطوريات وكانت تدرك أهمية إيجاد طريق بحري ونقطة اتصال تتوسط بحر العرب والبحر الأحمر تؤمن للسفن العالمية هذا الامتياز والتواجد حتى (المطار) الذي كان يسمَّى (أرض المجراد) في مدينة خور مكسر وكان لأجدادي شرف العمل عليه (رحمهم الله) هو من تلك الأهداف التي عملت عليها بريطانيا فماذا عملنا نحن غير الصراعات المتكررة ومتى نعمل حتى نأمل. وأشارت في فترة من الزمن صحيفة (فتاة الجزيرة) (العدنية) في أربعينيات القرن الماضي (لصاحبها صاحب الذكر الطيب (المحامي/محمد علي لقمان) رحمه الله (وآل لقمان الكرام) لمنشأ النفط في شبوة وكيف لذلك أن يحدث تغييرًا جذريًا على الأوضاع المحلية والعالمية خصوصًا إذا ما كانت هناك نية صادقة لمد أنبوب من شبوة إلى عدن عبر الميناء والمصافي.. كيف سيكون الوضع قبل ذلك وحتى اليوم؟ وفي الوقت نفسه حضرموت كانت هي ولا زالت تمتلك كميات تجارية كبيرة من النفط الخام الممتاز مثلها مثل شبوة وعدن كلها شريط ساحلي كبير وعميق وتجاري (جوهرة عظيمة وبيد فحَّام).

غلبت الحماسة الكثير من القيادات في السابق وغابت عنها الرؤية؛ لأنهم لم يروا حينها سوى ما تحت أقدامهم فقط، وما يضعون عليه أيديهم وتلهينا في حروب متلاحقة ومتعددة الرؤى، ولم تعد ثرواتنا بأيدينا بينما أدرك العالم أهميتها ويتم استنزافها بشكل ممنهج وها نحن اليوم نخوض حربًا أخرى بتصاميم أخرى وجاذبية أقوى والجميع يعلم منتهاها ولا يدرك جدواها؛ لأنهم للسبب نفسه ينظرون لاستدامة وجودهم أكثر من تنمية بلادهم واحترام شعبهم) الأمل جميل لكن لن يعطينا أكثر من وعود، والعمل الجاد هو النجاح الحقيقي والأكيد للوصول للأمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى