في خطاب بذكرى إتفاق 22 مايو.. علي ناصر محمد: طرفا اتفاقية الوحدة لم يكونا صادقين

> ​بيروت «الأيام» خاص:

>
جدد الرئيس علي ناصر محمد، أمس الجمعة الكشف عن أن قادة الحزبين الحاكمين بشمال وجنوب اليمن عندما اتفقا على قيام دولة (الوحدة) بتلك الطريقة، اتفقا أيضا على خروجه من اليمن قبل إعلانها، وقال: "وكما اتضح من سير التطورات والأحداث بعد ذلك أن الهدف لم يكن تحقيق الوحدة، وإنما العبور إلى اقتسام السلطة والثروة والزمرة".

وفي خطاب له بذكرى مرور 31 عاما على إعلان الوحدة، سلمه لـ"الأيام" أضاف الرئيس علي ناصر: "لقد كنا نأمل أن الوحدة ستكون مفتاحا للقوة والتطور والرخاء والمواطنة المتساوية لدولة تملك كل عناصر النهوض المادي والبشري والجيوسياسي، لكن ما حدث كان هروبا من قبل الطرفين إلى الوحدة في عام 90م، ثم الهروب منها عام 94م"، وفيما يلي نص المقال:      
يصادف تاريخ 22 مايو الذكرى الـ 31 لإعلان قيام الوحدة اليمنية، ورفع علم الجمهورية اليمنية في ملعب الشهيد الحبيشي بعدن، الذي شارك فيه كبار المسؤولين في صنعاء وعدن. وقد رحبنا حينها وباركنا قيام الوحدة التي كان لنا شرف التوقيع على أول اتفاقية لها في القاهرة عام 1972م مع الأستاذ محسن العيني رئيس الوزراء في صنعاء، كما شاركنا وساهمنا في إنجاز بقية الخطوات اللاحقة على طريق تحقيق الوحدة سلميا عام 1990م.

ومن المفارقات، أنني لم أتمكن، حتى كمواطن، من المشاركة في هذه المناسبة التي ناضلنا مع شعبنا وكل المخلصين في سبيل تحقيقها، بسبب أن قادة الحزبين الحاكمين عندما اتفقا على الوحدة بتلك الطريقة اتفقا أيضا على إخراجنا من اليمن قبل إعلانها، وكنا نأمل أن الوحدة ستكون مفتاحا للقوة والتطور والرخاء والمواطنة المتساوية لدولة تملك كل عناصر النهوض المادي والبشري والجيوسياسي، ولكن، كما اتضح من سير التطورات والأحداث بعد ذلك أن الهدف لم يكن تحقيق الوحدة بحد ذاتها، وإنما العبور إلى اقتسام السلطة والثروة، ما حدث كان الهروب إلى الوحدة من قبل الطرفين عام 1990م والهروب منها عام 1994م، وكما عبر الشاعر البردوني عن هذا الحدث بأن كلا من العليين كان يعتبر نفسه الفاتح لتحقيق طموحاته الشخصية.

كنا نأمل، ومعنا كثير من القوى الوطنية والشعب، أن يتجاوز الطرفان خلافاتهما بعد الوحدة، وبعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق مع أكثر من ثلاثين حزب إضافة إلى شخصيات سياسية واجتماعية وقبلية، في عمّان برعاية العاهل الأردني الملك الحسين، وقد كنتُ حاضراً وشاهداً على هذا التوقيع كغيري من القيادات اليمنية، ولكنهما لم يكونا صادقين لا في التوقيع على الوحدة عام 1990م ولا في التوقيع على الوثيقة عام 1994م، بدليل الحرب التي سرعان ما اندلعت ولم يجف بعدُ حبر الوثيقة. ومازال شعبنا إلى اليوم يعاني من آثار هذه الصراعات والحروب والمؤامرات التي يدفع شعبنا ثمنها، وصولا إلى حرب 2015م، التي دخلت عامها السابع، وأوصلت البلد إلى وضع كارثي لم يسبق له مثيل في تاريخه الحديث، وأصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش.

وفي ختام كلمتي هذه، أوجه التحية والتهنئة بهذه المناسبة لشعبنا العظيم، ولأهلنا في عدن الذين ارتفع بسماء مدينتهم علم الوحدة لأول مرة عند الساعة 12 ظهرا في 22 مايو عام 1990م، تقديرا لدورهم التنويري والسياسي والثقافي، فقد كانت عدن وحدها تمثل رمزا للوحدة اليمنية والوطنية، ولهذا نطالب برفع الظلم عنها وتسليم الحكم فيها لأبنائها كغيرها من المحافظات، بعيدا عن وصاية بعض المحافظات الأخرى.

وتأتي هذه المناسبة وعدن تشهدُ وضعا مأساويا لما آلت إليه الأوضاع فيها من انقطاع للكهرباء والماء والدواء والمرتبات وانتشار الفوضى الأمنية ووباء كورونا، ضمن ظروف الحر والرطوبة المرتفعة والخانقة، والكل مسؤول عما جرى ويجري في عدن وجميع المحافظات، في ظل غياب الدولة ومؤسساتها، وعدم محاسبة المسؤولين جميعا عن هذا التقصير والإهمال، بسبب انشغالهم بالحرب أكثر من اهتمامهم بالشعب والتخفيف من معاناته.

وبهذه المناسبة، نحيي الشعب الفلسطيني العظيم الذي سجل أروع الملاحم في حرب الأيام العشرة، التي هزت العالم وهزمت الجيش الذي لا يقهر، وأثبت الشعب الفلسطيني أن إرادة الشعوب لا تقهر. ونحن نحيي هذا الشعب الصامد وشهدائه ونؤكد وقوفنا إلى جانبه في نضاله من أجل تحقيق استقلاله وإقامة دولته، وعاصمتها القدس الشريف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى