هل ينجح ليندركينج بما فشل به جريفيثس؟

> كتب/ المراقب السياسي

>
  • < «أزمة اليمن» من لندن إلى واشنطن
  • < من البديل؟ البديل ربما سيرسم شخصية اللاعب الدولي أو الإقليمي الجديد في اليمن؟
  • < حرب اليمن من المرجح أن تدفع واشنطن لمراجعة حساباتها مع حلفائها في المنطقة، ومن ذلك التخلي عن حلفاء وكسب آخرين
> خروج مارتن جريفيثس من وظيفة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إلى منصب مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية هو اعتراف مرير بفشل مهمته إلى اليمن.

فجمال بن عمر خرج منتصراً حاملاً غضب جميع الأطراف السياسية التي تعامل معها باحترافية ودهاء، بينما كان ولد الشيخ شديد الحذر في موضوع بقائه محايداً كوسيط لدرجة أن الحوثيين قاطعوه فلم يحفل بهم.

لكن فترة جريفيثس امتازت بانحيازه المطلق لصالح الحوثيين، وهو رأي جميع الساسة اليمنيين والخليجيين، ما أفقده الشيء الوحيد المهم لمهمته ومصدر قوته الرئيسي وهو حياديته كوسيط.

المبعوث البريطاني، وهو الثالث إلى اليمن منذ 2013م، عقد عدداً من الاتفاقات التي لم تغد كونها حبراً على الورق، وآخرها كان اتفاق ستوكهولم الذي حمى الحديدة لصالح الحوثيين، وأتاح لهم تجميع قواهم والاتجاه صوب الضالع ومأرب.

عندما تم تعيين جريفيثس كان مخولاً بالعمل مع طرفين اثنين لا ثالث لهما وهما الشرعية والحوثيين فقط وحل النزاع بينهما، وأوحى هو للعديد من الأطراف أنه سيحل جميع المشاكل، مما جعل الجميع يتعاملون معه بخفة ومجاراته ليس إلا.

لكن المشكلة الكبيرة التي واجهت جريفيثس كانت في البداية عندما تم تعيينه خليفة لولد الشيخ بطريقة يعرفها العالمون ببواطن الأمور، أفقدته المصداقية لدى جميع الأطراف اليمنية فرأته الشرعية عميلاً للحوثيين، ورآه الحوثيون فرصة للمراوغة فضاعت مهمته في اليمن.

كان جريفيثس ذا سجل حافل في تطييب خاطر الحوثيين، والانبطاح لجميع مطالبهم بما فيها استخدام طائرات الأمم المتحدة لنقل الجرحى والمسؤولين الحوثيين، حتى تهريب بعض الإيرانيين من اليمن، بحسب مسؤولين في التحالف.

وللتدليل على ذلك، كانت مشاورات ستوكهولم مثالاً على تنفيذ كل ما طلبه الحوثيون، وكان وفد الشرعية محقاً في رفض التوقيع على الاتفاق إلى درجة أنه كان من الواضح في نهاية جلسات ستوكهولم أن الاتفاق لن يتم توقيعه، فعمد جريفيثس إلى دول الخليج لإرغام الشرعية على التوقيع وحدث ما حدث، وضاع اتفاق ستوكهولم الذي لفّته النوايا السيئة من البداية.

ومنذ مشاورات ستوكهولم غابت الأطراف الثقيلة عن لقاءاته التي يعقدها هنا وهناك حتى وصف سياسي يمني بارز تلك الاجتماعات بلقاءات الأطفال.

لم يسمِّ جريفيثس الحوثيين كمعرقلين للسلام في اليمن خلال إحاطاته في مجلس الأمن خوفاً من ردة فعلهم، وبالمقابل تعاملوا هم معه بازدراء شديد وكأنه موظف لديهم.

لم تعلن الأمم المتحدة اسم خليفة جريفيثس، ويؤكد معظم الديبلوماسيين أنه لا يوجد توجه لتعيين مبعوث جديد. هذا القرار يفتح المجال أمام مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن السيد تيموثي ليندركينج، فهل سيكون الحل السياسي في اليمن أمريكيًا؟

ويوم الجمعة الماضي أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ضرورة إيجاد حل شامل للنزاع في اليمن، معتبراً أن ذلك على رأس الأولويات.

هذا التوجه يعني اتفاقاً بين بريطانيا وأمريكا لنقل ملف اليمن من لندن إلى واشنطن التي صنفت الحوثيين منظمة إرهابية ثم تراجعت، ومن ثم عاودت الآن عملية تصنيفهم كإرهابيين.

إن التوجه الأمريكي يختلف تمامًا عن البريطاني فيما تسعى الأخيرة دائمًا إلى المباحثات والسياسة تفرض أمريكا حلولها عسكريًا إذا تطلب الأمر.

ووسط كل هذه التغيرات السياسية تلوح في الأفق نذر حرب جديدة بين شركاء حكومة المناصفة في أبين وشبوة ستفجر حرباً أخرى سريعة في مأرب قد تؤدي إلى خروج طرف رئيسي من المعادلة السياسية وجعل الحل القادم بين المسيطرين على الأرض، وهو ما تنتهي عليه دوماً الحروب الأهلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى