​إنهم يتراجمون بمأساة هذه الفئة

>
للأسف يبين الواقع يوما بعد آخر أن معظم الأفراد والضباط من الجيش الجنوبي السابق، ممن لزموا بيوتهم بعد تحرير عدن في يوليو 2015م، ولم يحتج لهم طرفا الصراع في عدن (الانتقالي والشرعية) أو منهم من فضل النأي بنفسه عن صراع الأخوة، وعاد للبقاء في منزله، هم اليوم أكثر تضررا من الصراع في الجنوب والحرب في اليمن، بل باتوا هم وأسرهم أكبر ضحية لها.

 ويلاحظ أن من التحق بالطرفين لا يعيش المأساة كما هو الحال والوضع عندهم، وما تجاهل الطرفين مشكلة عدم صرف مرتباتهم والتحجج بذرائع واهية: مرة بالسيولة وأخرى بالإضراب إلا دليل عدم اهتمامهم، وبرهان أن لا مكان لهذه المشكلة في حساباتهم. والمؤلم أنهما يستغلانها لتصفية حساباتهما في الصراع القائم بينهما (يتراجمون بجوع ومأساة هذه الفئة).

هذه الحقيقة المرة التي صار الصغير قبل الكبير يدركها ولا تحتاج لتفسير، لكن ما هو الهدف من كل هذا! هل هو تكرار الماضي القريب بعد ٦٧م في صورة التسريح المبكر غير المعلن؟! وإخراجهم من المعادلة أم صاروا عالة على الطرفين، طالما أفرادهم وضباطهم يستلمون معاشاتهم بطرق مختلفة بالعملة السعودية، وأولاد وأسر هذه الفئة يتضورون جوعا، فهذه هي الحقيقة المرة، والتركيع المهين الذي يحاول الجميع مداراتها وغض الطرف عنه. لكنهم، رغم هذا، صابرون على الألم والحرمان وأشداء، رافعون رؤوسهم شامخة تعانق السماء، ولن يرضخوا لسياسة التجويع والتركيع والمساومة من أي كان.
حسبنا الله ونعم الوكيل

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى