الجنوب.. دولة عربية جديدة تنتظر إعلان نشأتها

> جهاد عبدالله

> بعد اندلاع الربيع العربي عام 2011، ظهرت العديد من الحركات لدى الشعوب العربية التي أحيت مطالبات بإنشاء دول مستقلة عن البلدان العربية التقليدية، وبعضها يحمل معه مقومات تاريخية ودعم إقليمي، ومن أبرزها كان دعوات إقامة الدولة الجنوبية.
وللحديث عن مقومات إقامة الدولة الجنوبية وأسباب ذلك، وما آلت إليه الأوضاع في اليمن، التقت وكالة ستيب الإخبارية الكاتب والصحفي الجنوبي، يوسف الحزيبي، الذي شرح مجريات الأمور.

يوضّح الأستاذ يوسف الحزيبي تعريف المجلس الانتقالي الجنوبي والجمعية الوطنية للمجلس وأهدافها وتطلعاتها تجاه الشعب الجنوبي.

ويقول: المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو سلطة سياسية جنوبية، دعا لتشكيلها محافظ عدن الأسبق اللواء عيدروس قاسم الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية الذي يرأس المجلس حاليا، في العام 2017 م، وهو مقاوم قديم أسس النواة الأولى للمقاومة الجنوبية في محافظة الضالع الجنوبية وقاد معارك التحرير ضد الحوثيين "حتى انتصر الجنوب وتم تحريره في عام 2015م".

ويضيف: حاول الإخوان، الذين اخترقوا الشرعية، وسيطروا على القرار، عرقلة تشكيل كيان سياسي جنوبي، يحفظ للجنوبيين حق الانتصار على الحوثيين الموالين لإيران، وجرى إقالة الزبيدي وقيادات جنوبية أخرى، كانت على تحالف مع هادي، إلا أن الزبيدي ورفاقه مضوا في تأسيس المجلس تحت تفويض شعبي في مليونية شهدها العالم بأسره، الذي ينطلق من مرجعية الحركة الوطنية السلمية في الجنوب "الحراك الجنوبي"، وهذه المرجعية هدفها وشعارها واحد يتمثل في استعادة الدولة السابقة التي دخلت في وحدة سلمية مع نظام صنعاء، انتهت بالحرب بعد مرور ثلاثة أعوام على توقيع اتفاقيتها.

ويؤكد "الحزيبي" أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحظى باعتراف إقليمي ودولي كممثل رئيس وشرعي للجنوب في مفاوضات الحل النهائي، فيما تعارضه أطراف إقليمية من أبرزها قطر وتركيا وإيران، وهو تحالف ثلاثي يحارب مجتمِعا ضد التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وعن أهداف هذا المجلس يتحدث بأنه يسعى بشكل واضح إلى استعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة بحدود مايو 1990م، وهو الأمر الذي يرفضه تحالف الشمال "بين الإخوان والحوثيين"، الذين يتحالفون بشكل علني في منع ذهاب الجنوب نحو استعادة دولته.

أما الجمعية الوطنية الجنوبية، فهي برلمان جنوبي يمثل مدن وإحياء الجنوب على مستوى المحافظات الجنوبية من المهرة إلى باب المندب، بنحو 303 أعضاء، يتوزعون على ثمان محافظات "هي عدن العاصمة الجنوبية، ولحج، وأبين، وشبوة وحضرموت، والمهرة، وأرخبيل سقطرى، والضالع".

ويشرح أن هذا البرلمان الجنوبي المتمثل بالجمعية الوطنية، يرأسه اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، وهو قائد عسكري مخضرم، كان أحد قادة جيش الجنوب قبل الوحدة اليمنية، ومن القيادات العسكرية المخضرمة التي لعبت دورا كبيرا في مكافحة الإرهاب، وقاد معركة تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الذي احتلها لنحو عام كامل.

ويشير إلى أن الجمعية تمثل في أهدافها تطلعات الشعب الجنوبي في الحصول على حقه المشروع والخدمات وحقه في تقرير مصيره باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة؛ ويعد كثير من أعضاء الجمعية، امتدادا لمنتسبي الحراك الجنوبي سابقا، وبعضهم قيادات عسكرية وأمنية وسياسية لها باع طويل في العمل الأمني والعسكري السياسي والنضالي.

رسائل دورة البرلمان الجنوبية واتفاق الرياض
مؤخرا، عقدت الدورة الرابعة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، التي شارك فيها قادة عسكريون وسياسيون من المجلس الانتقالي الجنوبي، حاملين رسائل داخلية وخارجية.

يقول "الحزيبي": حملت الدورة الرابعة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، عددا من الرسائل خاصة، وأنها جاءت تحت عنوان: "استكمال تنفيذ اتفاق الرياض مطلبنا واستعادة الدولة غايتنا"، فمعنى "استكمال تنفيذ اتفاق الرياض"، التمسك بشرعية الجنوب عربيًا، ودوليًا، وكذا التمسك بشراكة الجنوب الاستراتيجية مع دول التحالف العربي، أما معنى "استعادة الدولة غايتنا"، فهي رسالة واضحة الدلالة أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يتخلى عن قضية شعب الجنوب، ومطلبه الحق والعادل في استعادة دولته الفيدرالية كاملة السيادة.

وأضاف: وكذلك أهمية التركيز، وبشدة، على غاية أبناء الجنوب في استعادة دولتهم كاملة السيادة على كامل ترابها الوطني (ما قبل 21 مايو 1990م)، الذي يُعد مطلب شعبي وجماهيري من سابع المُستحيلات التخلي عنه، أو التنازل عنه، وتحت أي ظرف كان.

وتابع: إضافة إلى أهمية التركيز على استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، باعتباره المخرج الأمن للجميع، وتوحيد الجهود لمحاربة المد الفارسي الإيراني المُتمثل بميليشيا الحوثي، كما أن أهم مخرجات الدورة الرابعة للجمعية الوطنية أنها أعطت الصبغة الشرعية لكل القرارات التي يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي باعتبارها ممثلة للشعب.

اتفاق الرياض
أما عن أبرز بنود اتفاق الرياض يقول: بالنسبة لما يراه الجنوبيون في تنفيذ اتفاق الرياض لصالح القضية الجنوبية، فاتفاق الرياض يعد أولا اعترافا بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا للجنوب، بعد أن كان ذلك البند غائبا لسنوات.

ويضيف: يرى الجنوبيون أن اتفاق الرياض، وعودة المؤسسات الجنوبية، وتوفير كل الخدمات وانسحاب الجيش الشمالي من محافظات الجنوب، وبالذات شبوة وحضرموت، أكبر إنجاز باتجاه استعادة الدولة، وبالتالي جعل شعب الجنوب يحقق مصيره باستعادة الدولة الجنوبية ،وتمثيل مجلسه المفوض كممثل وطرف أساسي في المفاوضات النهائية لإحلال السلام في اليمن الشقيق والجنوب برعاية الأمم المتحدة.

"ستب نيوز"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى