الوزير حيدان وقرار الفتنة

> الوزير إبراهيم حيدان وزير الداخلية في حكومة اتفاق الرياض (حكومة المناصفة) حالياً، وقائد لواء حرس جمهوري في جبل حديد سابقاً، والذي اشتهر عند جنود اللواء بأنه كان يعطي كثيراً من الجنود التابعين للواء (الربالات حق الفلوس) بحجة الغياب، بالرغم من غياب الرئاسة والحكومة، وهو ذاته من الغائبين والسائحين خارجياً طوال العام.

الوزير الذي يبدو أنه نصيب المتنفذ أحمد العيسي، ويتبع الإصلاح اليمني، فرع الإخوان الدولي، باليمن أصبح مصدر فتنة، وبالذات في الجنوب ومنطقة العواذل على وجه الخصوص لأنه ينتمي إليها.
الوزير حيدان أصدر قراراً خارجاً عن اتفاق الرياض الذي يوجب الاتفاق والتفاهم كون الحكومة مناصفة، ومن بعد التوقيع يجب التفاهم والحكومة مفهوم شامل يشمل الوزراء وبقية الموظفين حتى درجة المدير العام، ولا تعني مجلس الوزراء فقط.

قائد اللواء الرئاسي السابق –للأسف- يبدو أنه ينزلق نحو أن يكون مشعلاً للفتن والحرائق، وخاصة في منطقته. مثل بدوي يقول (على من جودتك يا ثعيل قال على أخوي الصغير)، والوزير الحديث السن لم يرتقِ إلى مستوى وحجم وزارة هامة تسمى وزارة الداخلية والداخلية تعني الأمن والأمان، والأمن والأمان لا يأتي به إلا أصحاب الحكمة والرشد والتجربة العميقة والخبرة الطويلة في شؤون المجتمع.

للأسف اليوم مجاميع تتبع الوزير وجهات لا نريد أن نسميها حرصاً على إبقاء صلة الود والتصالح والتسامح، ومعهم بقية من الدواعش هاجموا مدينة لودر فجر يوم الأربعاء 30 يونيو 2021م بغرض فرض السيطرة عليها، وتمكين المدير الجديد لأمن لودر، والذي عينه الوزير حيدان.
لا نريد أن نكشف التكالب على مديرية لودر من قبل الشرعية لأهميتها، وخاصة الموقع الذي حرم القاعدة من بسط سيطرتها من البيضاء إلى أبين لإعلان الأمارة القاعدية في 2011م، ودحرتهم لودر وهزمت مشروعهم حينذاك بقيادة اللجان الشعبية تحت قيادة الشهيد الخالد الذكر توفيق الجنيدي (المشهور بحوس).

وكذلك على تجارة وتهريب النفط والغاز إلى مناطق الحوثي، حيث شهية الوزير ومن معه للسيطرة على منافذ التهريب بعد أن أغلقها، أو خفف منها مدير الأمن حمصان العوذلي.
للأسف، الوزير يستعرض عضلاته (بشخطة) القرارات على قبيلته العواذل، ولا أعتقد أن قبائل العواذل ستسمح للمخطط الذي يتمناه الوزير حديث السن والتجربة.

الداخلية وزارة أمن وأمان وضمان واستقرار، وليست وزارة رياضة وركل كرة، ويا ليت يعي الوزير سوء وعاقبة القرار الذي يصر على تنفيذه، الأحادي بالدم وإزهاق الأرواح في حين أن الحوثي (يتبلطج) في منطقة مكيراس العوذلية الأبية التي نادت ومازالت تنادي أهلها من كافة المحافظات برفد ومساعدة مقاومتها لتتحرر من أغلال وقيود الحوثي ومليشياته الغوغائية.

حقيقة أن القلب ليحزن عندما يرى وزيراً يقوم بأذية أهله ومنطقته من خلال المنصب الذي تم تكليفه به وليس تشريفه. كنا نأمل من موقعه كوزير عوذلي أبيني أن يستخدم كل ما تحت يديه لخدمة أمن المديرية والبلد، وفي المقدمة خدمة مقاومة مكيراس بغرض تحريرها بسواعد أبناء العواذل، ومعهم كل الشرفاء من الجنوب قاطبة.

إن القرار الفتنة لن يخدم أحداً، بل يفتح جراحات داخلية داخل العواذل نفسها، ونتمنى من شيخ مشايخ العواذل الشيخ عبدالله أحمد جعبل أن يقول كلمته اليوم وليس غداً، ومعه وبكل تأكيد بقية شيوخ آل عوذلة وبقية مشايخ المديريات المجاورة، فأمن واستقرار لودر وصمودها يعني صمود الجنوب.
لودر هي من حملت الحراك السلمي لوحدها حينما قبض الأمن العفاشي في 2009م، حتى 2011م على جميع القيادات الحراكية وأغلقت جميع ساحات الحراك، وأبت لودر إلا أن تحمل مشعل مسيرات الحراك طوال تلك الفترة التي امتدت لثلاث سنوات مذكرة الداخل والخارج بالقضية الجنوبية.

لودر هي من هزمت المشروع القاعدي والداعشي الذي كان مقرراً له أن يمتد من رداع إلى أبين أولاً ومن ثم بقية الجنوب، وصمدت وهزمت ذلك المخطط الذي مازالت القوى التي خلفه تخطط لقيامه حتى اللحظة، تحاول أن تفرضه بإسقاط لودر، وما حصل بالأمس تحت حجة تنفيذ قرار الوزير حيدان هو محاولة أعادت السيناريو ذاته من جديد تحت عباءة الشرعية المنتهية ولايتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى