أرانب السلطة

> رغم كراهيتي لنظام عفاش إلى حد كبير، وما تعرضت له من إقصاء وإبعاد واعتقال خلاله، لموقف كان أو لمقال صحافي، وكان آخر اعتقال لي في 30 أكتوبر 2009م بسبب مقال نشر في صحيفة "الأيام".
كل ذلك بفضل الوشاة أو المنافقين للنظام أو المستفيدين من نظام عفاش انتهازيين أو حاملي مباخر الزفة، وهم كثر وما أكثرهم اليوم تجدهم في كل موائد السلطة منذ عفاش إلى الدنبوع، ووصولهم إلى المجلس الانتقالي، وهذا بحد ذاته. يا للهول!

وببراءة لا تخلو من السذاجة، أجد نفسي دوماً خارج محيط المطبلين والناعقين وماسحي الأحذية مرمياً على قارعة الطريق، يشير بعض هؤلاء نحوي بالغباء السياسي، لأنني لا أجيد فن من أين تؤكل الكتف، ولذا فإن الميزة الأساسية في شخصيتي المهنية أنني أحمل السؤال دائماً معي، وأن الصحافة سؤال، وأن الحقيقة سؤال، وأن الحياة سؤال.

أما الإجابات فهي اجتهادات بعضها يصيب هدفه، والبعض يطيش في الفضاء.
وعلى الرغم من سنين طويلة قضيتها في العمل الصحافي لم أنضم إلى كتاب الزفة، فبعضهم تكاثرت ثرواتهم مثل الأرانب، والبعض الآخر توسعت نفوذهم كالفئران.
لقد لعبت السلطة المفسدة في أولئك، فصنعوا مناخاً سيئاً للوطن، وجعلوا من الحاكم دائماً مشدوداً متوتراً ومستعداً للانفجار. إنهم كارثة، وسلطة في كواليس السلطة، لذا فإننا نعيش اللحظات نصف الضوء ونصف العتمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى