الوظيفة.. ومستقبل وطن

> منذ 22 مايو 1990م وإعلان دمج النظامين في الشمال والجنوب بذلك السيناريو الهزلي المسمى الوحدة الاندماجية، وإعلان الجمهورية اليمنية بتلك الحرفنة من الفهلوة السياسية والهروب من خيبات النظامين نحو طمس المنافع والمقاصد، كان الشباب هم أول الضحايا لتلك الوحدة، ولذلك السيناريو العبثي.
سقط النظام في الجنوب تحت وهم وشعار الوحدة، ولم يسقط النظام في الشمال، بل ظل متمسكاً بعصا (شرعنة نظامه المستمد من القبيلة والعسكر والمشايخ).

دخل الجنوب نظام الجمهورية اليمنية ففقد كل شيء، فقد ميزات نظامه الإداري والمالي والمحاسبي والوظيفي، وانهارت منظومة الدولة المدنية التي كان الناس يأملون بها، فوجد الشباب أنفسهم في حالة ضياع.
هكذا جرت الأمور وتمت الوحدة، فبدلاً من الأخذ بالأحسن ثم الأخذ بالأسوأ، وتمدد الفساد وفرش جناحيه بآليته المالية والإدارية للجمهورية العربية اليمنية.

غابت المدنية من الدولة والسلطة، بل طموسها ونحروها في وضح النهار، وكان الشباب هم ضحايا ذلك النحر.
توقف توظيف الشباب من أبناء الجنوب منذ الأشهر الأولى للجمهورية اليمنية، وانتشرت وازدادت البطالة سنة بعد سنة.

خريجو الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة والثانويات من أبناء عدن وبقية الجنوب يقفون على أبواب الوزارات والمؤسسات في صنعاء، وملف بعد ملف، ولا حياة لمن تنادي، وتزداد البطالة لأبناء الجنوب ويزداد الإحباط عند الشباب وتتحول شوارع المدن والقرى في الجنوب إلى ضم الكثير من الشباب المحروم من الوظيفة، أليس ذلك صحيحاً؟

كانت الوظيفة تتمركز بالمتنفذ الشمالي وهو الحاكم في توزيعها، وكان أبناء المحافظات الشمالية هم من ينالوها، وكان أبناء القبائل والعسكر والمشايخ وذوو النفوذ هم من يتوظفون في جهاز الدولة المدني والعسكري.

لقد جرت مياه كثيرة في النهر وجرت أيام وسنين، ليزداد حجم البطالة لأبناء الجنوب، ولم تستوعب الحكومات المتتالية منذ عام 1990م ذلك الأمر، وقد زاد الطين بلة بعد حرب 1994م، فأقصي الجنوب بكوادره وشبابه وناسه من الوظيفة العامة، وأخليت الوزارات والمؤسسات الحكومية العسكرية منها والمدنية، وظهرت عبارة (خليك بالبيت).

وهكذا بسط نظام الجمهورية العربية اليمنية نفوذه على الجنوب كمنتصر في الحرب.
وتحمل الجنوب بصبر تلك السياسات، وكان الشباب هم ضحاياها، فتحول البحث عن الوظيفة إلى سراب واستمر الحال.

وها نحن نجني ذلك الغبن الذي مورس على أبنائنا وبناتنا وشباب الجنوب عامة.
لذلك، نحن اليوم نطالب بإعادة الوظيفة العامة لأبناء عدن والجنوب، وتكون وفق الإجراءات المتبعة في الخدمة المدنية، وتستوعب الشباب بالكفاءة والمؤهل.
فما أحوجنا إلى إعادة الروح إلى شبابنا بتمكينهم من الوظيفة، لأنهم عماد الوطن ومستقبل الأجيال الآمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى