قوات أمريكية في باب المندب.. ليندركينغ يرسم تحالفا جديدا بين واشنطن والرياض

> "الأيام" إندبيندنت:

> في أول زيارة لمسؤول سعودي بارز إلى الولايات المتحدة، منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، يلتقي نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وفق ما أعلن البيت الأبيض يوم الثلاثاء 6 يوليو الحالي، مسؤولين أميركيين مهمين من بينهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان. وتأتي الزيارة وسط تنسيق سعودي – أميركي متزايد لإنهاء الحرب في اليمن، وهو الملف الذي وضعته الإدارة الديمقراطية على قائمة أولوياتها.

ويُتوقع أن يناقش خالد بن سلمان، الذي شغل في فترة سابقة منصب السفير السعودي لدى واشنطن، ملفات أخرى لا تقل حساسية في الشرق الأوسط، على رأسها المفاوضات الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووي، والمستجد الأحدث في هذا الإطار، وليس فقط عودة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إلى طاولة فيينا، بل أيضا المحادثات المباشرة بين الخصمين الإقليميين، الرياض وطهران، التي كشفت عنها للمرة الأولى صحيفة "فاينانشال تايمز" في مايو الماضي.

هجمات الحوثي
وبالتزامن مع جلسة مباحثات عقدها نائب وزير الدفاع السعودي يوم الثلاثاء، مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، جدد "البنتاغون" التزامه العمل مع السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، وشدد على ضرورة التعاون مع الرياض لمواجهة "نشاطات إيران المزعزعة في المنطقة".

ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" أن الأمير خالد بن سلمان التقى أيضا رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارك ميلي، وعقد اجتماعا مطولا مع نائب وزير الدفاع للسياسات كولن كال، فيما أكدت وزارة الدفاع الأميركية التزام "الولايات المتحدة العلاقات الدفاعية مع السعودية"، ونددت "بالهجمات العابرة للحدود التي تشنّها ميليشيات الحوثي بدعم إيراني".

وكان التأكيد على ضرورة تعزيز التنسيق بين الرياض وواشنطن لوقف التدخلات الإيرانية التخريبية في المنطقة"، تكرر قبل نحو أسبوع، في أول لقاء بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش قمة وزراء مجموعة العشرين في إيطاليا، حيث أكد الطرفان ضرورة أن تتوقف طهران عن تمويل ميليشيات الحوثي في اليمن، والجماعات المتطرفة التي تهدد السلم والأمن الدوليين.

مفاوضات فيينا
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أيضا أن الأمير خالد بن سلمان سيجري محادثات إضافية مع مسؤولين أميركيين كبار. وذكر البيت الأبيض أن نائب وزير الدفاع السعودي سيلتقي في جولته مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ويُتوقع أن يناقش الجانبان مفاوضات فيينا مع إيران والتوترات الإسرائيلية الفلسطينية.

وعلى الرغم من اختلاف الطرفين في طريقة التعاطي مع الملف النووي، إلا أنهما أبديا رؤية مشتركة في ما يخص التغيير السياسي الأخير في طهران، إذ سارع البيت الأبيض فور انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران، إلى التأكيد على عدم رغبة بايدن بلقائه، مؤكدا أن المرشد الأعلى علي خامنئي هو صانع القرار الحقيقي في طهران.

العلاقة السعودية – الأميركية
ومرّت العلاقة، بين الرياض وواشنطن، بعد وصول إدارة بايدن باختبارات عدة، أبرزها تجميد مبيعات الأسلحة، ووقف المساعدات العسكرية لتحالف دعم الشرعية، لكن سرعان ما ظهر التوافق بين الدولتين في رسائل المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ التي أشادت بدور الرياض، ونددت برفض الحوثيين لمبادرة السلام السعودية المطروحة على الطاولة.

وأظهر رفع تجميد مبيعات الأسلحة إلى السعودية بشكل جزئي بعد تمرير صفقة مروحيات "بلاك هوك"، وفق ما نقلته مجلة "جاين ديفينس" المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن التعاون الدفاعي بين البلدين ما زال مستمرا، فضلا على توسيع واشنطن انتشار قواتها وتطوير قواعد للاستخدام المدني والعسكري في السعودية، وفق خطة القواعد الأميركية الجديدة، التي تحدث عنها قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكنزي في يناير الماضي.

وأخيرا، كشفت الخارجية الأميركية في تقرير لها أن "البنتاغون" يعتزم إعادة التعامل مع القوات المسلحة اليمنية التي تخوض معارك مصيرية ضد الحوثيين، وبناء قدراتها لدعم المصالح الوطنية للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، والتطرف العنيف والتهريب غير المشروع، وضمان حرية الملاحة عبر مضيق باب المندب، وهو القرار الذي قوبل بالترحيب قبل يومين من جانب نائب الرئيس اليمني علي الأحمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى