اغتيال رئيس هايتي جوفينيل مويز في منزله وإصابة زوجته

> ​اغتيل رئيس هايتي جوفينيل مويز الأربعاء في منزله وأصيبت زوجته بجروح حسبما أعلن رئيس الوزراء الانتقالي كلود جوزيف الذي تولى قيادة البلاد داعيا المواطنين إلى الحفاظ على هدوئهم في بلد يشهد مواجهات بين عصابات وأزمات سياسية.
وقال جوزيف إنه يتولى الآن مهام قيادة البلاد، ومؤكدا أن الشرطة والجيش سيضمنان النظام، قبل أن يعلن حال الطوارئ.

وقال "في تطبيق صارم للمادة 149 من الدستور، ترأست للتو مجلسا استثنائيا للوزراء وقررنا إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد".
وبدت العاصمة بور او برس هادئة صباح الأربعاء، ولم يُلاحظ فيها تكثيف للدوريات الأمنية، وفق شهود عيان.

وقال جوزيف "اغتيل الرئيس في منزله على أيدي أجانب يتحدثون الانكليزية والإسبانية" موضحا أن الهجوم وقع قرابة الساعة 1,00 صباحا (05,00) وأدى أيضا إلى إصابة مارتين زوجة مويز بجروح نقلت على إثرها إلى المستشفى.
تولى مويز رئاسة هايتي، أفقر دول الأميركيتين، بموجب مرسوم بعد إرجاء الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 2018 بسبب خلافات من بينها انتهاء ولايته.

إضافة إلى الأزمة السياسية، تزايدت عمليات الخطف للحصول على فدية في الأشهر القليلة الماضية، ما يعكس النفوذ المتزايد للعصابات المسلحة في الدولة الكاريبية.
وهايتي غارقة أيضا في فقر مزمن وتواجه كوارث طبيعية متكررة.

وواجه الرئيس معارضة شديدة من شرائح واسعة من الناس اعتبرت ولايته غير قانونية. وخلال عهده توالى سبعة رؤساء حكومة في أربع سنوات، آخرهم كان جوزيف الذي كان من المفترض تغييره هذا الأسبوع بعد ثلاثة أشهر في المنصب.
إضافة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، كان من المفترض أن تنظم هايتي استفتاء دستوريا في سبتمبر بعد إرجائه مرتين بسبب جائحة كوفيد.

في ردود الفعل، ندد البيت الأبيض باغتيال رئيس هايتي ووصفه ب"المروع" وأبدى استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في التحقيق.
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي اغتيال مويز ب"بالهجوم المروع، هذا الهجوم المأسوي". وقالت "سنمد يد المساعدة في أي طريقة لشعب هايتي، لحكومة هايتي في حال إجراء تحقيق"، مضيفة أن البيت الأبيض "بصدد جمع معلومات وسيتم إطلاع الرئيس جو بايدن على الأحداث في وقت قريب.

وعبر مجلس الأمن الدولي عن "صدمته العميقة"، فيما دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اغتيال مويز ووصفه ب"العمل الشنيغ".
بدوره حذر الاتحاد الأوروبي من "دوامة عنف" في هايتي.

أزمات متعددة
مويز الذي كان في الثالثة والخمسين من عمره مقاول سابق أسس عددا من الأنشطة التجارية في شمال البلاد التي يتحدر منها. ودخل معترك السياسية في 2017 بشعار إعادة بناء الدولة الفقيرة.
وخاض حملته على وعود شعبوية، أسوة بجميع المرشحين في هايتي، لكنه بقي على لهجته حتى بعد انتخابه في 2017.

ولكن تاريخ انتخابه شكل مصدرا لأزمة سياسية.
إذ تمسك مويز بالقول إن ولايته تنتهي في السابع من فبراير 2022، لكن آخرين اعتبروا أنها تنتهي في السابع من فبراير 2021.

ويعود الخلاف إلى أن مويز فاز في انتخابات ألغيت نتائجها بسبب التزوير، وأعيد انتخابه بعد عام.
وفي غياب برلمان، غرقت البلاد أكثر في أزمة عام 2020، ما أدى إلى أن يحكم مويز بموجب مرسوم فزاد انعدام الثقة به.

وضع الدستور الحالي في 1987 بعد سقوط الدكتاتور دوفالييه وينص على أن "أي مشاورات شعبية بهدف تعديل الدستور في استفتاء، ممنوعة رسميا".
ودعا كل من مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة وأوروبا الى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية شفافة وحرة في هايتي بحلول نهاية 2021.

ويأتي اغتياله بعد أيام على إعلانه تعيين رئيس وزراء جديد هو أرييل هنري، جراح الأعصاب الذي تلقى علومه في فرنسا.
وهنري (71 عاما) كان ضمن فريق هايتي لمواجهة وباء كوفيد-19 وسبق أن شغل مناصب حكومية في 2015 و2016 كوزير للداخلية ثم كوزير للشؤون الاجتماعية والعمل.

وهنري مقرب من المعارضة لكن تعيينه لم يلق ترحيبا من غالبية أحزاب المعارضة التي كانت تصر حتى الآن على مطالبها بتنحي الرئيس.
وأمرت حكومة جمهورية الدومينيكان ب"إغلاق فوري" لحدودها مع هايتي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى