ذويزن الشرجبي.. رائد الرواية البوليسية والخيال العلمي في اليمن

> حاورته/ جيهان عثمان

> يعد الروائي اليمني الشاب ذو يزن الشرجبي أول أديب يمني يخوض تجربة كتابة الرواية البوليسية والخيال العلمي في اليمن، و يتمتع بقدرة كبيرة على كتابة هذا النوع المتفرد من الأدب، بحيث يقنع القارئ بسرد وتفاصيل ما توصّل إليه من استدلالات منطقية من خلال تناوله لأحداث الجرائم والألغاز البوليسية، بما يرفع مستوى وعي القارئ وذكائه، هذا الشاب الذي سلك في الأدب القصصي والروائي، طريقًا مختلفًا ورائدًا لم يسبقه إليه غيره من الكُتَّاب.

الأديب الروائي ذويزن الشرجبي، حدثنا بنبذة تعريفية مختصرة عنك؟
ج / اسمي هو ذويزن محمد عبده قاسم غالب الشرجبي، يمني، من مواليد 1988 مدينة عدن، بمديرية الشيخ عثمان، درست الابتدائية في مدرسة حاتم وعُمر المختار، ومن ثم أكملت في ثانوية عثمان عبده العريقة، خريج بكلوريا إدارة أعمال، كلية العلوم الإدارية جامعة عدن، أعدّ رائد ومؤسس الأدب البوليسي والخيال العلمي في اليمن.

مؤلف سلسلة مغامرات المحقق أحمد مهران البوليسية، في جزئيها لغز القصاصة الورقية (مجموعة قصصية) وجريمة في الشارع الرئيس (رواية مطبوعة لدى دار المكتبة العربية في مصر)، وسلسلة H2O للخيال العلمي المستقبلي الفضائي، في موسمها الأول برواية بعنوان (بداية الرحلة) بالإضافة إلى رواية (السرداب37) في أدب الرعب، ولي مؤلفات أخرى قيد الكتابة.

نشرت بعض القصص القصيرة لدى صحف محلية منها الأمناء و"الأيام".
من هواياتي القراءة والكتابة ومتابعة البرامج العلمية والتجارب الغامضة. شغوف بلعب ألعاب الأحاجي والألغاز، ولي بعض الإسهامات في مجال الاختراع والابتكار التي لم تسجل حتى الآن.

كيف كانت بدايتك في كتابة الرواية البوليسية، والخيال العلمي، وبداية الرحلة؟
بداياتي كانت في سنة 2006 في المرحلة الثانوية كانت كبداية أولية، ومحاولة في كتابة شيء هو أشبه بالرواية، أو بما يمكن تسميتها وقتها برؤوس أقلام، عن رواية في صنف الفانتازيا، اعتقد كان أسمها حينئذ (القوى الخمسة)، ولكن للأسف لم يكتب لها النجاح، أما بداياتي الحقيقية فقد استهلت مشوارها في سنة 2011، مع فكرة جاءتني لمشروع رواية في الخيال العلمي الفضائي المستقبلي، تتحدث عن الحضارة الإنسانية في الفضاء الخارجي، والسبل المستخدمة لتيسير العيش والاستقرار، في بيئة كانت أشد ما يكون في الصعوبة والتعقيد، وبالطبع كنت الأول في سبر أغوار هذا البُعد الأدبي والرائد له في اليمن، ألا وهو الخيال العلمي، وكتجربة أولية تم كتابة الموسم الأولى من السلسلة - تبعًا لتشعب وازدياد الأحداث- والتي كانت بعنوان (بداية الرحلة) لأنتهي من كتابة الرواية في سنة 2017 أي بعد سبع سنوات من بداية المشوار، ومن ثم صدرت نسخة معدلة ومزيدة منها في سنة 2021، استعدادًا للدخول في أحداث الموسم الثاني، ولكن بصرف وقت أقل وبجودة كتابة أمكن، فنشرت في البداية على نفقتي الشخصية.

ما الذي يميز كتابة رواية الخيال العلمي عن غيرها من الكتابة الأدبية؟
ج / الخيال ككل وقبل أن يكون لون أدبي متفرد، هو ما بإمكاننا تعريفة على أرض الواقع بالرغبة الجامحة في التغيير والتأمل، هو ضياء المستقبل الذي يثملنا حماسة، وهو محاولة معاقرة حوادث وأشياء لم تتحقق بعد، وهذا لا يعني أنها مستحيلة في التحقق، أو أنها لن تحدث أبدًا، إنما هي أشياء تنتظر وقتًا محددًا وظروفًا خاصة حتى يكتمل نصابها وتتجلى على أرض الواقع.

الرواية البوليسية تكاد تكون شحيحة، وكتابها بعدد الأصابع، لماذا غاب الكُتَّاب والروائيون عن هذا الصنف الأدبي؟
ج/ الرواية البوليسية هي مجال النخبة والصفوة، أنا لا أقصد القراء بوجه الخصوص، بل عن الكُتَّاب أنفسهم وما قد يستطيعون تقديمه من عمل متقن ومتمكن في الأدب البوليسي؛ ولأن هذا الصنف الأدبي يشتمل في طريقة إعداده بصورة أساسية على الأفكار والذكاء والمعارف المتعددة وطرق الربط بينها، ومستوى تسارع الأحداث ومدى إجادة الكاتب في الاستفادة من كل ما سبق، ليس بإمكان أي كاتب أن يخوض في غمار العمل البوليسي الأصيل، وأقصد هنا بالأصيل القائم على علوم ومعارف العلم الجنائي الحقيقي، بالإضافة للقدرة على ربط المعطيات والتفاصيل الدقيقة بمستوى ذكاء معين، بما يخدم الدفع بمجريات القضية أو القصة المعمول عليها قدمًا وفي مسارات متعددة مفتوحة تسمح للقارئ بأن يدلي برأيه الشخصي بخصوص القضية، ويحفزه لطرح احتمالات خاصة تبعًا لمستوى تناوله للعمل البوليسي.

ما الذي تتوقعه لكلا المجالين الأدبيين للخيال العلمي والبوليسي، في هذه البلد حاليًا، وهل تعتقد أنه سيعودان ليحصلا على مكانتهما المعروفة والمرموقة في يوم ما؟
ج / بالنسبة لي فأنا مستمر في عملي عليهما، لأن الإبداع قبل كل شيء فيض خاص يتدفق من داخل كياني باستمرار، لذا يجب تفريغ هذا الفيض المتميز والدفاق بأجدى طريقة كانت، لذلك كان هذا هو السبيل والسبب الأساسي لاعتناقي الكتابة، أما بالنسبة للمستقبل المرسوم لكلا المجالين الأدبيين، فلا استبعد مرور فترة ذهبية تعطيهم حقهم ويشار إليهم بالبنان، ولكن ذلك بالطبع لن يتم من غير جهود داعمة ومحتوية لتطلعات المتبنين للأعمال الإبداعية الأدبية، المميز منها ككل ولهذين المجالين المتألقين على وجه الخصوص، كدعم مباشر من الجهات المتخصصة في الدولة أو المهتمين من ذوي النفوذ والتأثير الراغبين بتنمية تلك الإبداعات منقطعة النظير، فما هو متوفر حاليًا في الآونة الأخيرة، ليس سوى مبادرات هزيلة ضعيفة هنا وهناك لا ترقى لأن تملأ أي فراغ، أما بالنسبة لي شخصيًا، فسواء حدثت تلك الصحوة أم لا، فأنا مستمر في الكتابة والسعي في رفع مستوى الوعي الأدبي وفق مبادئ وأسس وفي إطار أخلاقي وهادف للمجتمع ككل.

و في نهاية حواري الشيق والممتع مع الروائي المبدع، ذو يزن الشرجبي، أشكرك على المعلومات القيمة، ونتمنى لك الرقي دائمًا وفي ألق وتطور وازدهار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى