التسليم ليس خيارا أيها الجنوبي

> أيها الجنوبيون، مهما ضخمت مصاعبنا فالتسليم ليس خيارًا، وإذا كنا قد مررنا بظروف صعبة وما زلنا نمر بها ألا يتسرب الضعف إلى نفوسنا أبدًا، على الرغم من كل الذي حدث في داخلنا يجب ألا ننسى أبدًا أننا نملك من عناصر القوة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا الشيء الكثير الذي نستطيع أن نقلب به مصاعبنا وندافع به عن أنفسنا، وأهم ما نملكه من عناصر القوة أساسًا وفاعلًا ومفعلًا هو الإنسان، لأن الإنسان هو الذي ينتج ويبني السياسية والاقتصاد والدفاع قبل أن يكون تكنولوجيًا هو الإنسان بإرادته وعزمه وتصميمه، ولدينا الأمثلة على صحة ذلك في هذا العصر، وفي كل عصر، والثروة البشرية لدينا ليست كمًّا فحسب، إنما هي تراث وتاريخ وحضارة، وما ينتج عنها من فكر وإرادة وتصميم.

إنكم أيها الجنوبيون أمة عظيمة، هذه خصائصها، لا تخشى المحن، ولا تفقد إرادتها، بسبب متغيرات دولية، وهذه في داخلها، على الرغم من خطورة ذلك، أمة هذه خصائصها تظل واقفة في مواجهة المخاطر مهما اشتدت، رافعة هامتها، واثقة من نفسها ونصرها، أمة هذه خصائصها تصادف من يصادفها بجد، وتعادي من يعاديها، بجد لا تتعالى على أحد ولا يتعالى عليها أحد، والمهم لنا وللآخرين أن يفهموا مواقف الجنوبيون وأقوالهم على حقيقتها، فالجنوبيون لا يجاملوا ولن يساوموا على المبادئ، وسنسمي الخطأ خطأً، والصوب صوابًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأبعاد القومية التي تخص المصير.

هكذا سنبقى، وهذا هو دور الجنوب الحر ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، فإذا كان أحد يظن أنه قادر على كسر إرادتكم، واغتصاب قراراتكم ليس هذا الحد لأنه خائب وجاهل، فجنوبنا على الرغم من كل المصاعب، وكانت كثيرة وكبيرة لم يستطع أحد أن يفرض عليها إرادته، أو يجعلها يتنازل عن جزء من إرادتها، هكذا ستكون في الغد الآتي فلنبنيها في كل شيء، وفي العقل وفي النفس قبل كل شيء؛ لأن القادم يبدو أكثر خطرًا، إذا لم يتنبه الجنوبيون لما يحاك لهم من مؤامرات من قوى خارجية وداخلية لا تريد للجنوب خيرًا، لأسباب تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل، وهذه القوى تستفيد في إنجاح مخططاتها من ظلامية الرؤية في الداخل الجنوبي، ومع ذلك فإن هذا كله يجب أن لا يثنينا أبدًا في الجنوب، من التطلع والسير قدمًا نحو أهدافنا في تقرير المصير، واسترداد دولة الجنوب، وهذا لن يتحقق إلا بالتضامن فيما بيننا البين، ولو وعرت الطرق.

في الأخير أنني واثق أيها الجنوبيون أننا سندحر في النهاية كل مقاومات التقدم التي تعترض طريقنا، وتحد من مردود جهودنا، وهي عوائق حملناها أو حملتها إلينا المعاناة، وسياسات التجهيل والظلم التي مورست علينا خلال فترة الوحدة وما بعدها، ونعوض ما فات من خلال العقول والطاقات المخزونة في دواخلنا لنسير بعملها وتفعيلها إلى الخير والرفاهية والمستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى