الحطب.. ملاذ اليمنيين في ظل ارتفاع سعر الغاز المنزلي

> عدن «الأيام» الأناضول

>
  • الأسطوانة تباع حاليا بـ 9500 من 500 ريال قبل الحرب
> أزمة جديدة تقتحم حياة المواطنين في اليمن مؤخرًا، عنوانُها غاز الطهي، الذي بدأ يسجل ارتفاعات حادة في أسعاره، بينما تشهد العملة المحلية، تراجعات حادة أفقدت المواطنين ما تبقى من مدخّراتهم. وأمام الأزمة الجديدة، تحوّلت شريحة واسعة من المتضرّرين إلى اللجوء لوسائل بدائية بديلة هي الحطب، عوضًا عن غاز الطهي. ويخوض المواطن اليمني رحلة صعبة ومضنية بحثًا عن أسطوانة «غاز منزلي» في ظلّ اختفائها عن محلات بيع الغاز المعتادة وتوفرها في أماكن «السوق السوداء». حاليًا، يبلغ سعر الأسطوانة وزن 12 كغم نحو 9500 ريال يمني، ما يعادل (10 دولارات) في وقت كان فيه سعرها لا يتجاوز 500 ريال، (نصف دولار)، قبل اندلاع الحرب في البلاد منذ 7 أعوام.

يقول المواطن عارف حسين الحاج: إنّ «الحصول على أسطوانة غاز بات همًّا يُضاف إلى جملة الهموم والمشاكل التي نعاني منها مؤخرًا، لانعدامها في الأسواق المعتادة بالسعر الحكومي وتوفرها في الأسواق السوداء». وتُباع أسطوانة الغاز المنزلي في أماكن بيع الغاز وفق التسعيرة الحكومية على التجار بـ 5 آلاف ريال (5.5 دولار)، وفي الغالب غير متوافرة لديهم، لكنها متوافرة في أماكن بيع السوق السوداء بسعر 9500 ريال. ويضيف الحاج: «كثير من الأسر باتت غير قادرة على شراء الغاز، ولجأت إلى استخدام وسائل بديلة كالحطب، رغم ما يسبّبه من اختناق، خصوصًا في أماكن الحرارة المرتفعة كالعاصمة عدن والمحافظات المجاورة لها، والحديدة غرب البلاد».

وحال الصراع في اليمن دون استغلال موارده الاقتصادية النفطية والغازية، والاستفادة من عائدات تصدير الغاز الطبيعي المسال المتوقّف منذ بداية الحرب الدائرة في البلاد، مما تسبّب في خسارة اليمن ما يزيد على 6 مليارات دولار بحساب الأسعار السابقة في تعاقدات بيع الغاز المسال، وَفق بيانات رسمية.
  • للاختفاء أسبابه
ناصر قاسم المسلماني (صاحب محطة لبيع الغاز)، أرجع صعوبة الحصول على أسطوانات الغاز، إلى أسباب منها: «قلق الكثير من الأسر من اختفائها فيعمد بعضهم إلى تخزين كميات منها، ما يؤدّي إلى حرمان الكثير من الحصول عليها». وأضاف: «الحرب تسببت أيضًا وبشكل كبير في تفاقم الأزمة، في ظل حالة التباينات السياسية الحاصلة في البلاد، وتعدد الكيانات والأزمات التي يتجرع مرارتها غالبًا الشعب». وأوضح المسلماني، أنّ عملية توزيع الكميات المحددة لكل محافظة تعتريها كثير من المشاكل والمعوقات، لتلك التباينات، بل ويذهب بعضها إلى أصحاب السوق السوداء.
  • السوق السوداء
وفي الوقت الذي تختفي فيه أسطوانات الغاز في أماكن بيعه المعتادة، وفق ما هو مسموح به من السلطات المحلية لأيام قد تصل إلى الشهر، إلا أنّ المادة متوفّرة يوميًا في السوق السوداء. يقول المواطن عبدالجبار علي سلام: «أمر مؤسف أن يختفي الغاز في الأماكن المسموح ببيعه لأسابيع طويلة، لكنه يتوفر بكثرة في السوق السوداء». وأضاف: «السبب في ذلك يعود لعدم وجود الرقابة والمُتابعة من الجهات المعنية على قاطرات الغاز التي تخرج من مأرب، إذ إن أغلبها تضل طريقها وتذهب لتجار السوق السوداء، الذين بدورهم يضاعفون سعرها على المواطن الغلبان».
  • الحطب هو المتاح
تقول الحاجة سعيدة الشمسي، من سكان عدن: «لجأنا إلى استخدام الحطب، لصعوبة الحصول على أسطوانة الغاز وارتفاع سعرها في السوق السوداء». وتضيف: «لم يعد أمامنا من خيار غير الحطب، رغم صعوبة الحصول عليه هو الآخر، خاصة في المدن عكس المناطق الريفية». وتسببت الحرب المُستمرة في اليمن منذ نحو 7 سنوات بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ سقط ما لا يقل عن 233 ألف قتيل، وبات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على المُساعدات للبقاء أحياء، وَفق الأمم المُتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى