اليمن والرقم 7

> سيُطل المبعوث الأُممي الجديد برأسه في قصة من الدبلوماسية الجديدة عنوانها المُراضاة بعد سبع سنوات شداد، شهدت ميلاد اتفاقات خداج بدءاً من السلم والشراكة حتى ستوكهولم، ثم تنزل طائرة سلطان البركاني في مطار سيؤون لعقد لقاء لهيئة رئاسة المجلس الّلاشرعي.
هو مجلس لكنه لم يعد منتخباً منذ 2007، فقد قضى سبع لاغيات حتى 2014 عشية دخول جماعة الحوثي العاصمة صنعاء، ليستمر سبعاً من بعدها غائباً مغيباً في الشتات إلى 2021.

وصار هذا الرقم (7) مصدر شؤم على أهل اليمن قاطبة على غرار 7 يوليو و 17 يوليو و27 يوليو، وأعجب من ذلك أن يوليو هذا هو شهر 7 أيضاً. إذن هي سبع سنوات حرب أنتجت قتلاً وخراباً وجوعاً ومرضاً، وهي سبع من الدمار والتشرد والنزوح، حتى صار الشعب على باب المنظمات، بينما تعطلت خدمة الحكومة في طول البلاد وعرضها، وتحركت خدمة المؤسسات الإنسانية لإغاثة الشعب الملهوف.

كان الله قد رحمنا بتخفيف وطأة كورونا علينا، ولو حصل لنا ما حصل لغيرنا من البلدان لكنا في مواجهة سيفين يقطعان بشراسة سيف الحرب وسيف الفيروس المميت، لكن قدر سبحانه ولطف بشعب أرق قلباً وألين فؤاداً شغف بحب الله ورسوله.
يا سادة.. أيهما أولى عودة الحكومة إلى عدن لخدمة المواطن، أو عودة النواب إلى سيؤون ليشرع اللاشرعي؟

إن المواطن يحتاج خبزاً قبل حاجته للقانون الذي داسه الساسة وغيّبوه منذ زمن.
أيهما أنفع للناس الآن الذهاب إلى التشريع، أو التسريع في إنقاذ العملة الوطنية واقتصاد البلد الذي ينهار؟

أي سبع عجاف متراكبات هذه حتى صارت اليمن عند أهل الدنيا ذلك الشعب الذي يهدده الجوع، وتستبد به الفاقة، ويتهافت العالم لإنقاذه من مهاوي الردى؟ بينما أرضه حُبلى بالكنوز والخيرات، وأي شرعية هذه يدها يابسة مثل عقلها آثرت الاغتراب على الحضور، والقطيعة على الوصال؟
كم كان لنا في الجنوب نصيب من النفط والغاز عندما قالت اليمن الديمقراطية للدولار الأمريكي قف عند سبعة شلنات ولا تتحرك، فأذعن واستسلم. في هذه اللحظة من التاريخ فقط كان للرقم 7 شرفاً أن يرفع رأسه، فيضع الشعب عليه قبلة.

يشهد التاريخ أنه لم ير خصومة بين الشعب ورؤساء الجنوب في موضوع المعيشة والأمن والخدمات منذ حصلت الجمهورية الفتية على الاستقلال في 30 نوفمبر، واقتصر أمر الخصومة على صراع بين الساسة وكان ينتهي دون الإضرار بمصلحة الشعب، فلا راتب يتوقف ولا خدمة تنقطع، ولا غلاء يشق ولا أمن يرفع.

اليمن والرقم 7 لُغز مُحيّر ..ستة حروب خاضتها جماعة الحوثي مع حكومة صالح وهذه السابعة مع حكومة هادي ومازلت رحاها تدور.
منذ عام 90 عندما تفرّدت صنعاء بحكم اليمن جنوبه وشماله صار الحاكم غريم الشعب عند محطّات كثيرة في موضوع المعيشة وعاقب المنتصرون في 7 يوليو الجنوب فاستباحوه ودمّروا مؤسساته .
وما انفك البلد يُدمّر تحت نار الحرب السابعة ، كما هو حالهُ واقعٌ تحت البند السابع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى