"الأيام" في عامها الجديد.. عين على المستقبل وأخرى على الحقيقة

> لا يمكن أن تفوتنا الفرصة من عدم الكتابة عن صحيفة "الأيام" الغراء، في مثل هذه الأيام منذ 63 عامًا صدر العدد الأول من صحيفة "الأيام"، كانت حلم الأستاذ الكبير العميد محمد علي باشراحيل، طيَّب الله ثراه، منذ أوائل الخمسينيات عندما وضع ماكيت للصحيفة، وكتب عليها لصاحبها محمد علي باشراحيل، في السابع من أغسطس 1958م وهي تحمل اسمه وحده، على الرغم من الأشخاص أعداء النجاح الذين كانوا لا يريدون لصحيفته النجاح، ولكن موت يا حاسد.
صحيفة "الأيام" والعدد الأول لها في عام 1958م
صحيفة "الأيام" والعدد الأول لها في عام 1958م

ولا يسعنا في هذه المناسبة، ومثل هذا اليوم التي صدرت فيها الصحيفة إلاّ أن توجه تحية للذين أعطوا صحيفة "الأيام" حياتهم ورحلوا أمثال الأستاذ أحمد شريف الرفاعي، ومحمد حامد عولقي، ومحمد زين الكاف، ومحمد عبدالله مخشف، ومحمد شفيق، وآخرون لم أعد أذكر أسمائهم.. تحية للذين ما زالوا يعطونها من فكرهم وجهدهم.. وتحية خالصة من القلب لقرائها.

وها هي صحيفة "الأيام" تدخل عامها 63 وسط تطورات صحفية ممتازة، حافظت خلالها على مكانتها كإحدى الصحف اليومية في اليمن شماله وجنوبه، ودول الجوار الملتزمة برسالتها ومصداقيتها، وأكثر رسوخًا وتميزًا واتزانًا تحت إشراف وتوجيه من سبقتهم كالأستاذ هشام محمد علي باشراحيل رحمة الله عليه، ومن بعدهم حاليًا الأستاذ القدير ذو التجربة والحنكة تمام باشراحيل، أطال الله بحياته وعزه، وأولاد المرحوم الغالي هشام باشراحيل، أولاده النجباء المثقفين باشراحيل، وهاني، ومحمد هشام باشراحيل.

بقيت صحيفة "الأيام" أكثر من ستة عقود، وهي أمينة وثابتة على رسالتها النزيهة – الموضوعية، ظلت تواكب هموم الناس، وكانت جزءًا مشرفًا من تاريخها، وللأمانة التاريخية منذ صدورها وحتى يومنا هذا ظلت الصحيفة الراسخة التي تربط الآلاف من القراء يوميًا بالأحداث المحلية والعربية والدولية، وشرعت الصحيفة أبوابها بكل الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية... إلخ، لتعبر عن نفسها والتفاعل مع المؤسسات الوطنية، إيمانًا برسالتها الصحفية.

في عيدها الـ 63 تحكي صحيفة "الأيام" عن نفسها، ويحكي عنها إنجازها ونجاحها ومكانتها في حقل الصحافة، ودورها في رؤى الوطن، وهموم الحياة في بلادنا (الجنوب والشمال اليمني)، وتطلعات الناس والمجتمع.

لم تكن مسيرة "الأيام" منذ 1958م سهلة ولا يسيرة، فقد مرت بمراحل صعبة ومشاكل مؤذية، كانت تشق طريقها في غاية الصعوبة، لكن صحيفة "الأيام" تعاملت بروح محبة وإنسانية وحنكة ودراية حكيمة مع كل من التجأ إليها حتى من خارج كادرها راغبًا أو مضطرًا، فوجد كل مجتهد على صفحاتها مساحة وفرصة، فلم تضيق بالناس كما فعل غيرها، ولم تغلق أبوابها.

مبارك لصحيفة "الأيام" الهادفة المتزنة.. مبارك لكل القائمين عليها جميعًا بعيدها، وهي تضيء (63 شمعة) من العطاء والانتماء والوفاء لكل حبات الرمال في هذا الوطن المعطاء، مجسدة الفكر الوطني المنير، والعطاء الموصول والمتجدد.

إن صحيفة "الأيام" اليوم هي ذراع هذا الوطن، وسيف من سيوف الحق الذي يمتشقها أصحابها، وأهل قيادتها، برئاسة رجلها الأول القدير تمام محمد علي باشراحيل، الذي أحييه وأشد على يديه، وصحيفة "الأيام" تخطو خطواتها الواثقة بصدق وشرف وأمانة في مسارها النضالي الجريء والشجاع والصعب، مستقبلة عامها (63)، وبهذه المناسبة رأيت أن أكتب عن الدور النبيل الذي تقوم به "الأيام" يجعلها تتبوأ هذه المكانة الرفيعة، وتجعل من وصفها (بصاحبة الجلالة) تسمية تستحقها.. أقول ذلك بمناسبة سلسلة ما تكتبه الصحيفة من مواضيع قيمة، وقضايا مختلفة الشأن وهادفة، وتحقيقات ممتازة وإيجابية، وخير ما كتبته كوني واحدًا من الذين واكبوا وعاشوا من فترات ازدهارها تحديدًا منذ 14 سبتمبر 1959م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى