ولادة متعسرة لحمل كاذب

> كانت الحكومة فيما مضى تحمل حملاً مبيناً وواضحاً لمدة شهر، وتلد الراتب مدنياً أو عسكرياً وأمنياً، فدام ذلك الحال حتى مارس 2015م، ومن بعدها تغيرت أحوالها فسيولوجياً، وأصبحت تحمل حملها فصلياً، وأصبح الجنين إعانة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تقضي ديوناً، وذلك كل ثلاثة أشهر.
وتطورت حالتها إلى أن أصبح الحمل كاذباً وليس يقينياً صادقاً كل تسعة أشهر، مع الإمكان أن تولد في السابع، لكن يبدو لي أنها تتطور إلى الخلف لتكون سنتها بشهر، أي ستلد راتب شهر كل عام، ويبدو أنها تؤكد لنا أن ابن العام عوام جرياً على المثل المصري (ابن الوز عوام).

حكومة اللاشرعية، والرافضة من خلال أدواتها الإخونجية أن تنفذ البند رقم واحد (بند الرواتب) في اتفاقية الرياض بينها وبين المجلس الانتقالي الجنوبي في 5 نوفمبر 2019م، (حتى المملكة لاتزال حبيسة ذكرى 5 نوفمبر بين الملكيين والجمهوريين)، لكنها لم تحزم أمراً ولم تثمر توافقاً، وكذلك لم تلتزم بتوريد الإيرادات من مأرب وتعز ومنفذ الوديعة ومنفذ شحن وشبوة كذلك، وهذا بند أو فقرة منصوص عليه في اتفاق الرياض.

الأدوات الإخونجية -للأسف- هي من تتعمد إفقار الجنوب، وتتحمل عدم دفع الرواتب وتدهور العملة، وتحاربنا في خدمتي الكهرباء والماء، والمملكة -للأسف- موقفها ضبابي وغير منصف.

اليوم بعد الحمل الكاذب والولادة المتعسرة للأمل والعودة إلى صنعاء وإنهاء الانقلاب، تحول العمل من المملكة وأدوات الإخوان في الشرعية إلى الولادة القيصرية لحمل كاذب اسمه اليمن الاتحادي (ماركة هادي)، وما يقوم به المجلس الذي انتهت شرعيته وصلاحيته إلا دليل على ادعاء الحمل الكاذب، والبحث عن مكان للولادة المتعسرة، حتى اللحظة لا يريدون إعلان دولتهم في الجزء المتبقي من مأرب أو في شارع تعز وحي البعرارة، بل يريدون الوطن البديل، وبعد انتفاضة شبوة وعدم استقرارها بوجههم، وكذلك ثورة حضرموت السلمية، انتقلوا بحملهم الكاذب إلى المهرة، وفاجأتهم المهرة بما لم يخطر على بالهم مثبتة جنوبيتها، ورفضها أن تكون الوطن البديل لمن ترك أرضه للانقلابيين، وجاء بكل صلافة ليسجل حضوراً كاذباً على حساب شعب الجنوب.

الرسالة الجنوبية من كل أراضي الجنوب وصلت إلى العالم، ورسالة المجلس الانتقالي -عبر رئيسه- وصلت إلى الدول ذات المصالح، وأكدت لهم أن الجنوب والمجلس يتفهمان مصالحهم، وهو قادر على حمايتهم.

لا بد من إحقاق الحق وإلغاء هذا المجلس الهزلي، فالقرار للأرض ومن عليها وفترته انتهت، ومن حق الشعب أن يسقطهم لأنهم أصبحوا خارج الواقع، والتمسك أو الاعتراف بهم بعد 18 عاماً هو مسخرة ومهزلة، وعلى العالم أن يحترم القوانين الدولية التي لا تجيز التأبيد كما هو حاصل للمجلس المنتهي والمنقسم بين مكانين، وكل طرف يرى أنه صاحب الشرعية.

الغريب أن العالم اتفق مع الحوثي أو بارك له حينما استبدل عشرين نائباً بدلاً من المتوفين في مناطقه، بينما لا يريد أن يتفهم أن شعب الجنوب غير معني بنواب من الشمال المسيطر عليه حوثياً، ويريدون شرعنة أنفسهم في أرض ليست حاضنة لهم.
يتبقى حمل الخدمات والرواتب، فمتى نرى حملاً صادقاً يومياً للخدمات بأفضل ما يكون، وحملاً شهرياً للراتب وحماية لعملة مستدامة؟ متى نرى ذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى