عبدالقوي حسن مكاوي.. في ذكراك الـ (23)

> مع حلول الذكرى الـ (23) لرحيل القامة ابن عدن (ورئيس وزراء ولاية عدن الأسبق) الراحل عبدالقوي حسن عبدالرحمن مكاوي، (أبو الشهداء) (جلال وعادل وسمير) الذين كانوا ضحية الجهل والسياسة القذرة في تاريخ 28 فبراير 1969م.

كان الرحيل للعم الراحل الكبير (عبدالقوي حسن عبدالرحمن مكاوي) في تاريخ 12/ 8/ 1998م بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد تاريخ حافل وطويل من النضال الوطني، وهو من غادر موقعه في شركة البس (حينها كان يتولى منصب المدير التجاري).

وهنا يتبادر إلى الذهن عودته إلى الحبيبة عدن بعد غياب قسري قاسٍ ومؤلم إثر عملية اغتيال أبنائه (جلال وعادل وسمير) في منزلهم الكائن بالمنصورة. عاد إليها تلبية لنداء الواجب نحو عدن والجنوب دون الالتفات إلى الماضي ومآسيه، وكان في استقباله كل من دولة رئيس الوزراء السيد حيدر أبوبكر العطاس والرئيس علي سالم البيض (الأمين العام للحزب الاشتراكي)، والذي كان نائبًا للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي دخل معه وحدة إندماجية متسرعة قسرية كانت نتائجها وخيمة على الجنوب حتى اللحظة. أقطاب القوى القبلية والعسكرية في الشمال، والذي كان قبل حرب صيف عام 1994م، أخذت الجنوب (رهينة) لدى (الشمال اليمني).. وما أريد التأكيد عليه في هذه المناسبة إنني كأحد أبناء هذه الأسرة كنا ولا نزال من هذه الأرض التي جمعتنا وولدنا فيها أبًا عن جد، وهذا ليس تبريرًا ولا بمثابة تثبيت موقف بل هو نهج ساره عليه كل الأجيال.

عدن والجنوب متلازمان لا ينفصمان، ووحدة القضية وتاريخ النضال هو القاسم المشترك قديمًا وحديثا، وأن سقف الخلافات أو الاختلاف في الرؤى لا يمكن له أن يجعل من أي واحد منا بعيد عن الهدف في بناء دولة جنوبية حرة مستقلة، يجتمع فيها الكل من أبناء الجنوب في الداخل والخارج على كلمة سواء، يراعى فيها حقوق الناس التي أكد عليها رب العالمين في كتابه وسنن رسوله الكريم.

السياسة العامة للجنوب لا يجب الاختلاف عليها، ولا يجب أن نجعلها عرضة للخلاف أو الاختلاف، بل علينا أن نسعى ونعمل لتطوير تشريعاتنا (وغرفنا البرلمانية)، وترفع من أدائها لتكون مشعلًا وضاءًا لنا أمام أجيالنا وأهلنا في الداخل، الذين يتمنون للجنوب أن يكون آمنًا ومستقرًا ومزدهرًا، وهو من عاني من الويلات والحروب والصراعات، وتحمل في سبيل ذلك أفعالًا وأخطاءً وممارسات صدرت بقصد أو بدون قصد، غيرت كثيرًا من مسار الإصلاحات فيه، وبناء وتنمية الدولة الجنوبية المستقلة عام (1994م)، وحربها القذرة على الجنوب كانت شاهدًا على تناسي هذه الخلافات والآلام، وترفعنا عنها وكان يجب أن نترفع عنها وبقدر ما نحمله من عطاء لعدن والجنوب ككل.

معروفون لم يكونوا بنفس وقدر الطيبة التي حملها (البيض) للشمال، وأدخلنا جميعا فيها تحت سقف هذه النية.

هذه الزيارة القصيرة للعم عبدالقوي حسن عبدالرحمن مكاوي كانت في الوقت الضائع للّم الشمل الجنوبي بعد نفاذ قرار احتلال الجنوب من الشمال ونهب ثرواته.

اليوم الجنوب يخوض مرحلة صعبة وهي أمام توافق (شمالي شمالي) للسيطرة على قراره السياسي ومصيره، في ظل دعوة جامعة (للحوار الجنوبي) في الداخل والخارج، وأن يبقى الجنوب اسم واحد وصوت واحد أمام هذه الهجمة الشرسة التي يمارسها الشمال اليمني (المتصارع المتحالف) ضد الجنوب وقواه المدنية.

هذه الزيارة والنداء الوطني للجنوب عام 1994م كان شاهدًا حقيقيًا لم يلتفت إليه أحد، ولكنه مهم جدًا للمرور عليه في ظرف تطّلب تواجد الجميع من زعماء وقادة أحزاب سياسية تنادت جميعها من أجل الجنوب في مواجهة عدوان الشمال وقواه الجهوية والقبلية والعسكرية).

تناسى الجميع في وقتها خلافاتهم واجتمعوا في (عدن) والجنوب مع الداخل ومن هم في الخارج (قسرا).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى