قصة شابة من الحديدة اضطرتها الحرب للنزوح وحرمت أطفالها من التعليم

> عدن «الأيام» هناء قائد سعيد:

> دمرت الحرب بيتها، فنزحت مجبرة من الحديدة إلى عدن مع زوجها وأطفالها، تلك كانت بداية مأساة الشابة الثلاثينية فاطمة، ابنة الحديدة المتضررة من حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
نزحت فاطمة إلى أرض لا يوجد فيها أهل ولا مأوى، تقول: "في البداية قعدنا في مخيمات النازحين في عدن، ولكن لم نقدر على البقاء فيها؛ لأنه لا يوجد فيها أبسط المقومات، ولكن في الأخير رتب لنا فاعلو خير شبه مسكن، حيث أننا ندفع إيجار وقدره 10,000 ريال يمني شهريًا".

حرب وانقطاع عن الدراسة
3 من أولاد فاطمة انقطعوا عن الدراسة جراء الحرب التي دمرت بيتهم، واضطرتهم إلى النزوح الإجباري، لدى فاطمة 6 من الأولاد أكبرهم عمره 18 سنة وأصغرهم لم يتجاوز عمره ثمانية أشهر.
لا يملك والد الأطفال الستة وظيفة ثابتة، حيث يحاول أن يعمل في أي مجال لإطعام عائلته وصغاره، " كنا قبل ذلك معززين مكرمين في بيوتنا قبل هجوم الحوثي على مدينتنا" تضيف فاطمة.

تراكم المآسي
المصائب لا تأتي فرادى، فمأساة النزوح جلبت مأساة أخرى بعد أن تعرض ابن فاطمة البالغ من العمر 10 سنوات لحادث أدى إلى فقدانه لعينه اليسرى، حيث كان فوق دراجة نارية مع شخصين وصدموا بقاطرة.
تضيف فاطمة: "تكفل فاعلو الخير بعلاجه ولولا فاعلي الخير لكنا قد متنا منذ زمن".

توقف مساعدات المنظمات
أصغر أولاد فاطمة وهي ابنتها ذات الثمانية أشهر، كان لديها عيب خلقي فأجريت لها 3 عمليات متوزعة في البطن ومنطقة الشرج من قبل فاعلة خير من الكويت عبر مندوب النازحين مكتب سواعد الخير.
تحكي فاطمة أن منظمة أدرا كانت تقدم لهم مساعدات لمدة 4 أشهر، ولكنها توقفت، وحاليًا يمدهم ببعض المساعدات برنامج الغذاء العالمي.
تقول فاطمة ونظرات القهر بادية في عينيها: "يا رب لا تتوقف هذه المنظمة أيضًا؛ لأنها أملنا الوحيد بعد الله الآن في هذه الحياة البائسة".

نتمنى أن نعود
تتمنى فاطمة أن تتوقف الحرب، "سنعود بالتأكيد إلى بيوتنا ونعمرها من جديد، بعيدًا عن أي حروب ومآسي" تقول فاطمة.

15 ألف أسرة نازحة
تضم مدينة عدن ما يقارب 15 ألف أسرة نازحة، عدد أفرادها بحدود 95 ألف نازح ونازحة، تتوزع على 25 مخيمًا وموقعًا، أغلب النازحين فيها فارين من محافظة الحديدة والساحل الغربي غربي اليمن ومحافظة تعز ومحافظة الضالع وسط البلاد، وفقًا لتصريحات سابقة أدلى بها لـ صحيفة "الأيام" مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نجيب السعدي.

السعدي أشار في تصريحاته إلى أن محافظة مأرب شرقي اليمن - أكثر المحافظات اليمنية استقبالًا للنازحين - حيث تضم ما يقارب 2 مليون نازح، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الهجوم العسكري الذي تشنه جماعة الحوثي على مأرب سيفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة للنازحين، ويهدد حياة مئات الآلاف من النساء والأطفال بالتشرد مجددًا.

أسوأ أزمة
اليمن الذي تطحنه الحرب منذ سبع سنوات يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ إذ يحتاج أكثر من 20 مليون شخص "ما نسبته 80 % من إجمالي عدد السكان" بحسب الأمم المتحدة لمساعدات إنسانية ماسة.

توسع المعاناة
ومن جانبه يقول عبدالرحمن التركي مدير مكتب وحدة النازحين في عدن أن الشخص النازح هو المواطن من أبناء البلد الذي نزح من منطقته التي يسكنها إلى منطقة أخرى آمنة، جراء الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الحرائق، بخلاف اللاجئ من خارج البلد ويسمى لاجئ.
ويرى التركي أن قضية النازحين قضية حساسة جدًا؛ لأنها تتعلق بالجانب السياسي الاقتصادي الاجتماعي الأمني ...إلخ، وأن يثار الموضوع حولها شيء طبيعي، ويزيد في أوضاع معينة ويقل في أوضاع أخرى شيء طبيعي أيضًا نسبةً للوضع السياسي للمرحلة الحالية.

وأضاف: " لن تنخفض أعداد اللاجئين إلا إذا انتهت الحرب؛ لأنها المسبب الرئيس للنزوح من محافظة إلى محافظة، ولا ننسى أيضًا في الآونة الأخيرة أن المعارك القريبة من محافظة مأرب، كانت ستؤدي إلى نزوح ما يقارب 3 ملايين نازح فيها إلى عدن".
ولفت إلى أن تعامل المنظمات مع النازحين في مستوى تقديم الخدمات ليس بالمستوى المطلوب، وهناك قصور كبير، حيث تضخ أموال كبيرة، وفي المقابل المساعدات ضعيفة، وأحيانا الاستجابة تكون متأخرة.

أنتج هذا التقرير بإشراف من مؤسسة الصحافة الإنسانية – ضمن مخرجات مشروع تدريبات الصحافة الإنسانية – عدن 2021

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى