رفض الحوار الجنوبي... دعوة للحرب!!

> الحوارُ سُنَّةُ العقلاء والحكماء. ولا يرفض الحوار إلا من يتنصل عن المهام الوطنية، أو من يخطط أو يدعو للحرب.!! ليس هناك تفسير آخر لذلك التصرف.
بالأمس ذهبوا للحوار مع مَن لم ولن يعترف بقضيتك، وأيدناهم؛ لأن في ذلك إثباتًا لحسن النوايا، وقطعَ الطريق على من سيقول: رفضتم الحوار وليس بأيديكم خيارًا آخرا.

جاءت الغزوة الهمجية الحوفاشية (الحوثية العفاشية) أو الحوفشة كما أطلقت عليها في مقال بعام 2014م (تحالف عفاش والحوثي )، نقول جاءت الغزوة الثالثة الهمجية، وكان لابد من مقاومتها حتى تحت شعار (مكره أخاك لا بطل) ولكن بعض المكونات كانت على علاقة للأسف مع الحوثيين، ويظنون أنهم بذلك يقدمون الخير للجنوب، فيما الحقيقة أنها كانت سقطة سياسية واستراتيجية كبيرة جدًا.

فبعد التغيير والانقلاب في صنعاء ومن ثم الغزو نحو عدن قد كشف أقنعتهم جميعًا وكان لابد لكل جنوبي أن يقطع صلته السياسية نهائيًا بالحوثيين ومؤتمر عفاش.
لماذا؟ لأنهم ببساطة وجهان لعملة واحدة، فلم يمض حتى عام على اعتذارهم للجنوبيين، واعتبارهم الحرب في 1994م جريمة وكارثة أضرت بالنسيج الجنوبي.

أقول كان لابد من اتخاذ قرار واضح ونهائي من العلاقة مع أطراف إعادة الغزو تحت حجة محاربة الدواعش، بينما داعش أعلنت إمارتها في المكلا وبمساعدة الألوية العفاشية في حضرموت، وكان الهدف احتلال عاصمة الجنوب ورمز سيادته (عدن) والغريب والعجيب أن داعش والقاعدة لم تفجر في الحوثيين أبدًا قبل تحرير عدن، وقامت بعد التحرير بالتفجير في الجنوبيين والمقاومة !!

ذهبتم للحوار ولا تتحكمون بكيلومتر واحد، ومن الجنوب راضون ومتأملون. ولكن مع الجنوبي الآخر والذي حصل على اعتراف، ويتحكم بمساحة كبيرة من الجنوب وشعبيته وقواعده المدنية جاهزة هي الأخرى في محافظات الشرق لاكتساح وإخراج الغزاة سلمًا.
هذا الطرف الجنوبي لا تريدون الحوار معه وكأنما أنتم برفضكم هذا تريدون الحرب فقط أو تهيئون لها وما قواتكم في شقرة والتي يساعدها غزاة بثوب يسمى الشرعية إلا دليل آخر.

الحوار الجنوبي مع الجميع وللجميع، ولكن للأسف هناك من يريد أن يظل في الواجهة أو سيعرقل.. هكذا يتصرفون للأسف، ويتحججون بالسيادة؟ البلد تحت الوصاية والسيادة انتزعت تدريجيًا من مؤتمر المانحين 2005م ومن ثم أدخلها الرئيس هادي بالواضح منذ قرار 2141 في عام 2014م.
الحديث عن عملاء ومرتهنين مردود عليكم. فأي تحالف تتوهمونه مع الطرف الإقليمي الآخر وأنتم لستم على الأرض، وانظروا ماحل بالشرعية المغتربة مثلكم على الرغم من وجود التحالف على الأرض.

الشرعية آيلة للسقوط كثمرة عفنة إلى يد الحوثي.
الحوار فرصة لإعادتكم إلى الواجهة داخليًا بعد أن أصبحتم خواءً لا جسدَ ولا روح.

الحوار سينطلق ونتمنى إعادة النظر وطرح كل ما لديكم على طاولة الحوار، وهذا فيه مصلحتنا جميعًا ودعوكم من هرطقة السيادة والعمالة. نعم نقر بإن هناك سلبيات لدى المجلس الانتقالي، وهذا شيء طبيعي، فمن يعمل لابد أن يرافق عمله أخطاء.
كما أن نبش التاريخ والذي لم يكن كله سيئًا ولم يكن كله طيبًا. ولكن كانت إيجابياته كثيرة. فلا داعي لسن السكاكين أو إقامة حفلات زار وردح حوله.

طهروا أنفسكم من الحقد والغل والحسد، وخذوا بيد الشباب الجديد فالوحدة ماتت نهائيًا، والشعب لو اجتمع كل من في الأرض على إقناعه بعودتها أو التعايش معها بأي صيغة فلن يقبل بذلك.
عودوا إلى حضن الوطن، وساهموا في إخراج اليمن من الفصل السابع. والذي لن يخرج منه إلا بعودة الدولتين.
وذلك سيسقط لأنه كان يخص وضع سابق وانتهى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى