التقييم والحوار والتوظيف

> ✅ لم تكن تجربة الاشتراكي تشغل بال الإعلام الموجه سواءً الجزيرة أو الحدث أو العربية.. إلخ من قنوات الإعلام الموجه إلا بمقدار ما يخدم أجندات الدول والمشاريع التي توجهها وما كانت تجربة الجنوب أيام حكم الاشتراكي موضوعًا يستحق النبش والعرض وفجأة تذكرت العربية تلك التجربة في هذه المرحلة.

أن تذكّر بتلك المرحلة ليس خطيئة من الفاعلين فيها سلبًا وإيجابًا، لكنه تقييم وليس توظيف، ومن تصدى لذلك يجب ألا يقوده موجه الحوار إلى زوايا يحتاجها الإعلام الموجه أكثر منه فاعلًا في تلك التجربة فتتحول حرائق تشتعل به وبغيره نحن في غنى عنها على الأقل في هذه المرحلة فهو لا يؤرخ لصراعات ومكايدات فنانات بل صراعات مازالت تتفاعل ويستغلها أعداؤه تقطيعا في النسيج الجنوبي.

✅ لن أدافع عن تلك المرحلة ولا عن رموزها الأحياء منهم ولا الأموات فما ينبغي على الجميع أن يتعاملوا معها على قاعدة "دعوها فإنها نتنة" فالعلاقة معها صاغها الجنوبيون بالتصالح والتسامح الذي عفا عن جرائمها وأخطائها وظل الأحياء منهم طيلة الفترة وهم يرددونه بمناسبة وبلا مناسبة!!
✅ على الرغم من أن للتجربة كدولة وليس كحزب إيجابيات كثيرة لن يطمسها إلا جاحد لكن كل تلك الإيجابيات سلموها للتتار المعاصرين ولم يبق منها إلا ذكريات كنا دولة.

✅ الشعوب تتعلم وتعي الدروس ولا يوجد شعب "مفرمت" على تجربة واحدة ونخبها التي كانت فاعلة في التجربة مهما كانت قساوتها تتحلى بالشجاعة عند تقييمها، فالوحدة أعظم جرائم الاشتراكي!! وذلك في أنه خلال عقد ونصف دارت حربين أحدهما مازالت تستعر تتضاءل أمامهما تجربة يناير 86م بكل مآسيها ولذا وجب تقييمها وتقييم بقية جرائم التجربة التي قبلها تقييما نتعلم منه ونعيه ويساعد في لمّ الصف وليس توظيفه لمصلحة خاصة لهذا أو لذاك أو لخدمة أجندات أعداء أو أصدقاء أو من يريدون الجنوب مجرد ساحة خلفية فالتقييم من الفاعل شجاعة ومسؤولية وليس هروبًا وانكسارًا وإلصاق أخطاء وجرائم التجربة بمناطق وأبنائها والتبرؤ منها بأسلوب يثبت كم كانت هزالة من كان الجنوبيون يعتقدونهم قيادات تاريخية.

✅ كل إنسان يرث من أهله أموالا وعقارات أو حتى يرث منهم "خلو ذات اليد" لكن لا يوجد في الفقه السياسي وغير السياسي أن نورّث الجرائم الوطنية والسياسية للتجربة مهما كانت أخطاءها أو جرائمها لمناطق وأبناء قيادات كان لها دور في تلك التجربة ونبرئ قيادات فاعلة مازالت حية.

✅ ‏قرأت بيانات لثلاثة روؤساء مكونات جنوبية يرفضون الحوار مع الانتقالي ويتهمونه بالمناطقية !!هؤلاء رؤساء مكونات جنوبية وليسوا أشخاصًا كلهم من دائرة مناطقية لا يتجاوز قطرها 50كلم، ولم يتحاوروا فيما بينهم ليسعهم مكون واحد أو يصلوا لصيغة بآليات حوار بينهم!! ويزايدون بعدم مناطقيتهم وأن الانتقالي مناطقي وبعدم ارتهانهم للخارج وأنهم يتكئون على إرث وطني تراكمي يمنعهم من الحوار معه.

تحاوروا فيما بينكم لتثبتوا تهمتكم للانتقالي وذلك الإرث الوطني الذي تتكئون عليه!!!! وتناولت صفحات التواصل أيضًا أسماء مكونات وأشخاص لم يتحاوروا طيلة هذا الوقت فيما بينهم ويرفضون الحوار مع الانتقالي لأنه إقصائي وهذا ما نسميه الرفض لأجل الرفض أو الرفض العدمي.
✅ يكفي توظيف فج وتنظيرات فخصوم الانتقالي لو كانوا صادقين في أي حوار لتحاوروا بينهم بمعزل عنه ولحققوا نقلة فيما بينهم تثبت أن الانتقالي إقصائي ولكان مقبولا رفضهم للحوار معه لكنهم رموا الانتقالي بصفات هم يجسدونها أكثر منه.
✅ إن صراع تجربة الاشتراكي ليس على الجنوب بل على أين موقعي في قيادة الجنوب!!!! ومن يرفض الحوار الآن ليس له قضية بل مازال يراوده ذاك الحلم ولذلك يرفضه مهما أعطي من أسباب ومبررات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى