أين حسن نواياكم؟

> فكرة رفض الحوار الجنوبي الجنوبي دون مبررات واضحة وجلية، موقف لا يعبر عن الشعور بالمسؤولية تجاه ما يحيط بالوطن من صعوبات ومخاطر.
الاستمرار في المواقف المخالفة واستحضار الماضي لا يشكل جسر عبور نحو المستقبل. لقد مضت عقود من المعاناة على شعبنا كفيلة بخلق يقظة عارمة تدعو الجميع إلى تجاوز الماضي بكل ما فيه من إطفاء وآلام.

الحوار الجاد يقتضي حسن النوايا ووضع نقاط التباين على طاولة الحوار، وتجاوز الأخطاء والممارسات لدى كل طرف والتخلي عن المشاريع التي لا تتصل بجوهر نضال شعبنا على مدى عقود خلت.

ومحور وركيزة الحوار هو استعادة الدولة الجنوبية. الوطن ليس ملك رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ولا معارضيه، وثمرة أي جهد سياسي لشخصيات أو كيانات لا يمكن أن تكون بجملة مواقف مخالفة للآخر، والمشاريع التي تبدو غير واضحة ولا تصب في مصلحة شعبنا من أي طرف كان، لا نفع فيها مطلقاً.

فهل نشعر بالأداء المخالف والمناقض لكل تضحيات شعبنا؟، وهل الحوار الجنوبي هو السبيل لتجاوز ذلك؟
حتى اللحظة لا نتحدث عن دولة تحت وطأة وسيطرة الانتقالي، مازلنا بعيدين عن ذلك.

وفكرة التسويق بالقول: الانتقالي يمثل حالة جهوية، ليست صحيحة، والحال ليس مثالياً ما يستدعي بمقدور المعارضين للانتقالي إذا صدقت نواياهم: التوقيع على ثوابت ومبادئ الثورة أولاً، ثم الشروع بوضع كافة الضوابط التي تضمن عدم الاستئثار بالسلطة وتكرار الماضي وفصوله الموجعة.
هذه الشروط الملزمة كفيلة بتبديد المخاوف وهواجس الشك.

حين نشير إلى الانتقالي لا نشير إلى دولة. مازلنا بعيدين عن ذلك، فسيطرة الانتقالي الجهوي على المشهد طرح ليس واقعياً وإن كان الوضع لدى الانتقالي تشويه ما تشوب من نواقص وأخطاء، فمن مصلحة الجميع تحسين الأداء وتجاوز الأخطاء، وبمقدور الأطراف المعارضة الإسهام في هذا الاتجاه إذا صدقت النوايا، ووضع مبادئ تمنع الاستئثار بالسلطة مستقبلاً عقب التوقيع على مبادئ الثورة، ثم تلك الضوابط التي تحدد شكل الدولة القادمة، وتتجاوز أخطاء الماضي عبر حوار جاد ومسؤول يحترم إرادة وتضحيات شعبنا. ودون ذلك، ففصول الاستمرار في حلقات مفرغة لا تمثل نفعاً ولا فائدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى