عدن.. الميناء العالمي بدون خدمات صيانة وحوض جاف

>
 كم يحزن القلب عليك يا عدن يا أم الموانئ. لقد أصبت بالذهول عندما علمت أن ميناء عدن العالمي الذي كان ثالث أهم موانئ العالم، دون ورش صيانة ودون حوض جاف، وكل ذلك بسبب التدمير الممنهج بعد الوحدة، ومن ثم تم التدمير الكامل للورش التي تمتلكها شركة أحواض السفن، وكذلك غرق الحوض العائم.

إن الميناء اليوم لا يستطيع أن يقدم أي خدمة بسيطة للسفن الداخلة والمغادرة من ميناء عدن.
عدن التي كان ميناؤها ملء السمع والبصر، وكانت شركة أحواض السفن تقدم خدمات جليلة من صيانة وبناء وصناعة قطع غيار، وكثيراً من المهام تفوق العشرين خدمة للسفن والقوارب والزعايم.

شركة أحواض السفن العدنية كانت تدر ملايين الدولارات سنوياً، واليوم هي خراب ينعق الغراب والبوم على أطلالها، وخاصة بعد الدمار الشامل الذي طالها من الحرب الأخيرة 2015م.
إن إعادة الحياة للشركة وخدماتها ليست صعبة أو مستحيلة، لأن الأرض موجودة والكوادر موجودون وهم من أفضل الكوادر على مستوى الجزيرة العربية.

بقليل من المثابرة والالتفاتة لوضع الشركة ستنعقد الآمال الكبيرة، وما زيارة د. عبد السلام حميد وزير النقل للشركة بتاريخ 26 أغسطس 2021م إلا أولى الخطوات لانتشال وضعها وإعادتها للحياة مجدداً.
إن المال ليس صعباً والأهم هي الأرض والكادر، والأرض والكادر موجودان، أما المال فبالإمكان وضع الشركة في سلم أولوية إعادة الإعمار، وكذلك ممكن الاقتراض أو إعادة بنائها بالشراكة على أسس اقتصادية عالمية من خلال التالي:
55 % للاستثمار العالمي.
15 % حكومي.
15 % للتأمينات والمعاشات.
15 % اكتتاب محلي داخلي.
وعلى هذا الأساس الجديد ستعود نهضة عدن وميناؤها إلى الواجهة من جديد.

إن الميناء لن يكون ميناء إطلاقاً إن لم تتواجد فيه خدمة وصيانة لكافة أنواع السفن بكل أنواع الصيانة من أبسطها حتى الصيانة الكبرى والمعقدة.
كل ذلم يتطلب إعادة هيكلتها وتأسيسها بناء على دراسة جديدة، وعلى ضوء مقترحنا تزيد النسب أو تنقص، كل ذلك ليس مهماً، فالمهم إعادة الهيكلة والتأسيس برؤية اقتصادية جديدة لا تغفل حق الشعب ولا تتجاهل  الخبرات والإمكانات الدولية.

إن إعادة تنظيم الشركة إدارياً وفنياً واقتصادياً من خلال التجديد والتنويع وتطوير الورش وبناء حوض جاف كبير جداً مبني بالخرسانة التي لا تتأثر بملوحة مياه البحر وعلى مزلقانات وونوش للقطر والسحب والرفع من الحوض الخرساني الجاف وإليه، عمل إستراتيجي أفضل من الأحواض العائمة التي تعمر سنوات ثم تنتهي من الملوحة.

ميناء عدن لن يكون ميناء، وسيفقد أهميته إن لم تعد شركة أحواض السفن بكامل خدماتها العالمية التي كانت تقدمها للميناء قبل تدميرها.
لا يزال الأمر بأيدينا، فهل نعمل ذلك كجنوبيين يحرصون على سمعة ميناء عدن؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى