كم يحزن القلب عليك يا عدن يا أم الموانئ. لقد أصبت بالذهول عندما علمت أن ميناء عدن العالمي الذي كان ثالث أهم موانئ العالم، دون ورش صيانة ودون حوض جاف، وكل ذلك بسبب التدمير الممنهج بعد الوحدة، ومن ثم تم التدمير الكامل للورش التي تمتلكها شركة أحواض السفن، وكذلك غرق الحوض العائم.
عدن التي كان ميناؤها ملء السمع والبصر، وكانت شركة أحواض السفن تقدم خدمات جليلة من صيانة وبناء وصناعة قطع غيار، وكثيراً من المهام تفوق العشرين خدمة للسفن والقوارب والزعايم.
إن إعادة الحياة للشركة وخدماتها ليست صعبة أو مستحيلة، لأن الأرض موجودة والكوادر موجودون وهم من أفضل الكوادر على مستوى الجزيرة العربية.
إن المال ليس صعباً والأهم هي الأرض والكادر، والأرض والكادر موجودان، أما المال فبالإمكان وضع الشركة في سلم أولوية إعادة الإعمار، وكذلك ممكن الاقتراض أو إعادة بنائها بالشراكة على أسس اقتصادية عالمية من خلال التالي:
55 % للاستثمار العالمي.
15 % حكومي.
15 % للتأمينات والمعاشات.
15 % اكتتاب محلي داخلي.
وعلى هذا الأساس الجديد ستعود نهضة عدن وميناؤها إلى الواجهة من جديد.
كل ذلم يتطلب إعادة هيكلتها وتأسيسها بناء على دراسة جديدة، وعلى ضوء مقترحنا تزيد النسب أو تنقص، كل ذلك ليس مهماً، فالمهم إعادة الهيكلة والتأسيس برؤية اقتصادية جديدة لا تغفل حق الشعب ولا تتجاهل الخبرات والإمكانات الدولية.
إن إعادة تنظيم الشركة إدارياً وفنياً واقتصادياً من خلال التجديد والتنويع وتطوير الورش وبناء حوض جاف كبير جداً مبني بالخرسانة التي لا تتأثر بملوحة مياه البحر وعلى مزلقانات وونوش للقطر والسحب والرفع من الحوض الخرساني الجاف وإليه، عمل إستراتيجي أفضل من الأحواض العائمة التي تعمر سنوات ثم تنتهي من الملوحة.
لا يزال الأمر بأيدينا، فهل نعمل ذلك كجنوبيين يحرصون على سمعة ميناء عدن؟