معركة القوي

> يفرض الحوثي هيبته وقوته ويفرد عضلاته نهاراً جهاراً على المستوى اليمني والإقليمي والدولي، بينما الطرف الآخر "الشرعية" تستمر في الشجب والتنديد والصراخ والعويل والبكاء والاستنكار والترحم على أي مصيبة تحل بضحايا من المقاتلين والأبرياء.
هنا تكمن القضية ولا غيرها، قضية الضعف مقابل القوة وإظهار التفوق الميداني في كافة الجوانب عسكريةً وحربيةً إلى سياسية واقتصادية حتى الاجتماعية.

يكرس الحوثيون جهوداً جبارة لإثبات قدرتهم وتفوقهم الميداني بأي شكل من الأشكال وإن كلفهم الثمن مئات وآلاف القتلى فلا يبالون، ولا يعنيهم من الأمر سوى نتيجته الأخيرة، وفي الأخير همهم واحد وهو تأكيد مصدر قوتهم وأنهم في كل الأحوال مبعث الحرب ومصدر السلام ولا سواهم بيده وقف "المعركة العبثية" الخاسرة التي تخوضها اليمن شمالاً وجنوباً وتقترب من عامها الثامن.

ورغم الحقائق الماثلة إلا أن الحوثي وجماعته هما "الحلقة الأضعف" حالة في نقيضين متوازيين إدراكاً لخيار وحيد أمامهم وهو مزيد من الاقتتال واستمرار البطش وسفك الدماء أينما حلوا، وسلاح يشرعنه نهج لا مفر من التراجع عنه.

حال الحوثي هكذا مصيرٌ لا يتوانى عن ترديده، سلوكٌ مليشاوي لا بديل أو غنى عنه، أما المصيبة المثيرة للشفقة هي "الشرعية" وحكومتها الهزيلة التي تنظوي تحت ظلالها شخصيات كرتونية تواصل إطلاق الاستغاثات والدعوات ومطالبات المجتمع الدولي بممارسة الضغط على المليشيات الحوثية تارةً لعدم جنوحها للسلام، وتارةً لاستمرارها بإجراءات عدائية، وتارةً تارةً وتارةً.. إلخ.

مسببات وحجج لا يمكن ردعها إلا بذات الطريقة والنهج "منطق القوة بالقوة".. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نعم، مصيبتنا هؤلاء الكراتين الإنسانية حاملو مبخرة الشرعية وحكومتها المغردة بأوجاع الناس وآلامهم.

قواتنا الجنوبية -تذكروا- أنكم تقفون على ساحة معركة بمفردكم، تقاتلون لأجل مصير يعنيكم وحدكم.

خلال الأربعة الأشهر الماضية هاجم الحوثي بصواريخه وطائراته عدة معسكرات حتى وصل قصفه إلى أقصى الجنوب إلى صحراء الربع الخالي حيث معسكر العبر، ومع ذلك لا اعتبارات علمتنا ولا دروس أفقهتنا باستمرارية الحرب من حولنا بلا شفقة، محلك سر سذاجة واستخفاف لا حدود لهما من قادة وجنود كأنهما في نزهة أو رحلة للاستمتاع والترفيه تتخللها مقايل القات والسمرة على صوت الدان. كم أنتم بائسون ويائسون ليس بينكم من راشد وحليم عسكري ومدبر محترف!

وضع كارثي لمشهد مقزز لا شك بأن تتحمل نتائجه عن بكرة أبيه قائدة ما يسمى بالتحالف العربي الذي أطلقته كمشروع عسكري لهدف محدد وصريح سجدنا وركعنا ونحن ندعو له، لكنه اليوم بات مزدوج الأهداف وأضحوكةً لجملة تبريرات وحلقة من الانتهازية المفضوحة.
منذ أن تسلمت السعودية كامل ملف الحرب بدلاً من الإمارات هناك "حقيقة مرة"، تحولت الانتصارات إلى هزائم وانكسارات، وتحول الهجوم والنصر إلى تحقيق دفاع هزيل وكسيح.

الكثير يشاطرني الرأي في أن السعودية متخبطة، مستهترة ومرتبكة لا تعرف ماذا تريد وما عليها فعله لإنقاذ اليمن كما تقول: لا تملك مشروعاً لتطوير وتأمين حديقتها الخلفية على الإطلاق. ليس لديها سوى البكاء على رأس الميت.

هذه دماء المقاتلين الجنوبيين في العند ومودية والعبر وثرة وغيرهم ممن يقدمون التضحيات الصادقة في مختلف جبهات القتال، سيخلدها التاريخ وستكتب على صفحات الماضي والحاضر والمستقبل، أما السعودية فإن التاريخ لن يرحمها ولن يمرر مهانتها للشعب جنوباً أو شمالاً ممن ناصروها منذ الوهلة الأولى في قتال الحوثيين والمد الفارسي كما تدعي.

وعن السعودية ودورها المخيب في اليمن، الحديث طويل وستكون له وقفات أخرى طويلة في مستقبل قريب.
والمهم للجنوبيين أن يكفوا عن الاستهتار وعن الثرثرة، فمن يقتلك اقتله، ومن يقصفك اقصفه. القوة تقابلها قوى كبرى، وهكذا سيسمع لك العالم ويجنح لمطالبك المشروعة والعادلة وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى