اعتمد على نفسك ولا تستأكن على خصار جارك

> جارنا الطيب العم سالم موظف بسيط وغلبان، وراتبه لا يكفيه لأيام مع غلاء الأسعار، مريت عليه قبل أيام وهو يحفر بئر ماء أمام باب منزله، قلت له ماذا تعمل؟ أجاب: ذي تشوف يا أبني جينا على المثل الذي يقول: " من استاكن على خصار جاره يبّس" قلت له أيه تقصد فهمني؟ قال: خلاص كل واحد يعتمد على نفسه ما عاد شي فائدة من الحكومة، والذي كما يقال يومها بسنة، ونحن زيدنا وصبرنا عليها سنين ولا أمل منها، أذنها من طين وأخرى من عجين.

كما تشوف من باطل الحكومة أحفر بيرًا نريد نغتسل ونبرد قليل من حمى هذه البلاد، وبسبب أزمة المياه يا أبني ما لك يمين عندي، قبل أسبوع راحت أم العيال تزور ابنتها في البلاد، قلت لها شلي ثيابنا معش وصبنيهن هناك الماء متوفر وخير الله كثير، وإن كانوا هم في القرية ونحن في المدينة معنا الصيت أنها عاصمة البلاد.

قلت: لا.. لا يا عم سالم، ما يصير بتروح عند أحد الجيران وتحل هذه المشكلة، قال بحسرة وألم: كل جيراني حالهم من حالي عادهم أسوء مني، ويخفض صوته قليل ويقول: بعضهم بلا راتب وأنا معي راتب يعني كازوز ولا غردة، محد بها سالي يا أبني حتى لا دبرت ألفين ريال بتعبي الخزان، تجلس يومين وأكثر وأنت تجري وتتصل تبا بوزة الماء ما تلاقيهم بل ما يردوا عليك، رجعوا رجال أعمال.

أيه من حياة معنا؟ نعاني لدرجة أننا ملينا وتعبنا، وكل ما خرجنا من نكد، دخلنا في نكد، ومن حيث ما جينا يحاجينا، عجنونا عجن بالكهرباء طفي لصي، وحال من ساع تفر لها يوم كامل ما تشوفها، بحجة (قرح المحول، كمل الديزل) لما خلوك تصلي على النبي وتجي على ذهب الحرمة، تحاول مراضاتها وإقناعها ونكلمها أنتِ قدك الكل بالكل وهي رافضة ومزنجرة، ما معي ألا أحرض الجهال أقول لهم طيور الجنة بس، والباقي عليهم، لما وافقت تعطيني آخر شولي معها وجبت لوح وبطارية، لصي سراج ومروحة بها نعيش كما الناس.

يا أبني شفتك سكت ولا انديت نخس! قلت: يا عم سالم، معك حق سكت وبجمت، لأن ماشي معي مهرا أقوله، وضع وحياة الناس مثلك مأساوي والكل منه يعاني، ولا أحد يحس ويلتفت لهم في عهد حكومة معين التي ما تعين إلا نفسها وحاشيتها. قال العم سالم مختتمًا حديثه: لهذا قع أسد ولا تستأكن على خصار جارك ولا مشاريع حكومة بلادك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى