​علينا التخلص من تركة الماضي

>
هي ثقافة ومدرسة الماضي، بل مدرسة عفاش وفق المفكر الجنوبي محمد حيدرة مسدوس الذي دعا أبناء الجنوب للتخلص من ثقافة الكذب إذا ما أرادوا استعادة وطنهم، منوهًا إلى ضرورة التفكير الواقعي والتفريق بين السلطة والحالة النضالية الثورية في مسار نضالات شعبنا معتبرًا أن التعلل بالجهوية والمناطقية في هذه الأثناء لا تعبر عن الواقع  من منظور أن الرموز الوطنية الثورية يمكنها أن تكون حتى من قبيلة أو أسرة واحدة مذكرًا بما كان عليه الحال قبل الاستقلال.

مذكرًا أن السلطة وضع مختلف عن الحالة الراهنة التي تقتضي من كل أبناء الجنوب نبذ ثقافة الماضي إن هم أرادوا استعادة دولهم.
وهنا يبرز التساؤل عما آلت إليه أحوال الجنوب بحكم حالة بعث المناطقية والنبش المستمر في أرشيف الماضي كي يشكل عائقًا  وتحديًا أمام تطلعات شعبنا المؤسف حقًا أن تنجر رموزنا السياسية إلى  ذلك  في الوقت الذي كان ينبغي لها أن تكون في مقدمة الصفوف نحو تحقيق تطلعات شعبنا بعد أن تعاظمت معاناته بحكم استمرار حالة الشقاق الداخلي وتنوع المشاريع والحسابات الدولية والإقليمية التي لا تكترث لواقع المعاناة الجنوبية وطول أمد الصراع  مع ما تلازمه من ضغوطات حادة على الصعيد الاقتصادي وممارسة سياسة كسر العظم التي لا يمتلك شعبنا إزاؤها خيارات كثيرة، الأمر الذي يجعل فكرة الاصطفاف الوطني هو الاستشعار المنطقي والمسؤول الذي يجنبنا مزيدًا من المعاناة والخلط الذي هو نتاج أولويات لا شأن لشعبنا فيها.

إن حالة تجاوز العقبات التي تعترض مستقبل الجنوب لا يمكنها أن تتحقق عبر فكرة التمترس مع ثقافة المحاور بما تفرض تنوعاتها من ارتدادات مؤسفة على الصعيد الجنوبي وبما يهدد مستقبل الأجيال.
  إن من مصلحة الجميع تجاوز الماضي والتفكير بمسؤوليه ونزاهة تجاه شعبنا والبناء على تضحيات أبناؤه
فهل يستمر جرنا إلى مربعات تفقدنا الحق وقوة الحق بكل هذه المسالك التي لا تشكل بمجموعها إلا نماذج بائسة لا يمكن جراؤها أن تحقق انتصارات لأحد.
واللافت أن مجانبة الصواب في حالتنا لم تعد قابلة للاستمرار فهل نحن إزاء مأساة تتكشف من محصلة أخطائنا العميقة.
أما آن الأوان لصحوة جنوبية تمضي بنا إلى ربوع وطن نعيش على ترابه بكرامة وحرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى