الكذب لا يخلق دولة!

> ما يسمونه شرعية البلد ودولتها وحكومتها وجيشها وأمنها ترويج أكاذيب لعلها تساعد مروجيها وتحقق لهم مكاسب في مرحلة ما بعد الحرب، ولن يختلف الحال سواء كان الرئيس عبدربه منصور أو علي محسن إلا بمقدار مزايا شخصية لدعاة علي محسن.

فبموجب "الفصل السابع" فاليمن بشرعيته ورئيس دولته وحكومته مجرد "سلطة تسيير أعمال" خاضعة للإشراف الدولي وفاقدة الأهلية ومحجورا عليها، وسيان أكانت تخزينة "قاتها" في فندق بالرياض أو في قصر "معاشيق في عدن"! ويصبح الوصي عليها أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، وبذلك فدول الوصاية هي السلطة الفعلية وبمقابلها سلطة تسيير أعمال فاسدة ومهترئة لا تستطيع أن تواجه العالم حتى تتحمل دول الوصاية مسؤوليتها إزاء ملفات الخدمات وغيرها.

وما ساعد على بقاء هذه الحالة عاملان:

الأول: أن الشرعية لم تطالب برفعه.

والثاني: أنها لم تحقق ضد الانقلاب أمرا واقعا يوجب رفعه، بل كررت انسحاباتها التكتيكية، ولم يبق معها من الشمال إلا مجمع مارب وطربال في تعز شهير دخل موسوعة جينس كجدار برلين، وللتعويض اتجهت لتحرير المحرر في الجنوب.

ولأنها سلطة تسيير أعمال ما حققت شيئا مما هو في وظيفة الدولة، فقد تحولت من سلطة تدير دولة لتحرير البلاد وتوفير الخدمات للمواطن إلى سلطة عصابات تمتهن التجارة والتهريب بكل أشكاله ويتحرك تحت غطائها مشروع للتمكين الإخواني يتخادم مع فسادها، ومهما صنعت من مسميات لمليشياتها فقد انحسرت مهامها بين حماية التهريب وقمع مظاهرات الجنوبيين، فصار تحقيق النصر على الحوثي في أدنى سلّم أولوياتها، ولا تتذكره إلا لتصفية حساباتها مع المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد مرت شهور منذ احتل الحوثي "عقبة القنذع" وصار يهدد بيحان، وفقدت شبوة في مواجهته شبابا صادقين، فصمتت البنادق بعدهم! ولم تتذكر اللجنة الأمنية في شبوة التهديد الحوثي إلا مع إعلان المجلس عن فعالية 15 سبتمبر، وجعلتها متخادمة مع الحوثي وهي فعالية سويعات من يوم فماذا سيعملون ضده بعدها؟

سيرحل الحوثي إلى ذاكرة النسيان حتى فعالية قادمة للمجلس وسيتذكرونه ويدبجون بيانا بأنها متخادمة معه!
لذلك ما حققت سلطة تسيير الأعمال ولن تحقق نصرا على الانقلاب ومشروع ايران بل وفّرت له تمددا ووفرت ملاذات آمنة للمنظمات الإرهابية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى