رائدات السلام في حضرموت.. فريق يحقق ما عجز عنه الرجال

> المكلا «الأيام» سميرة سالم:

> استشعار الضرر الواقع على المواطن والعمل على إزالته أهم أهداف الفريق
تحريك العمل النسوي أساسه الإيمان بقدرة المرأة على التغيير
في الوقت الذي لازال الصراع في اليمن على أشده؛ استطاعت المرأة اليمنية على الرغم من القيود المجتمعية المفروضة عليها في هذا الجانب أن تصبح مشاركة في صنع السلام، منها تلك التي قام بها فريق نساء حضرموت من أجل السلام، والذي أنبثق من ورش اللجنة المجتمعية في عام ٢٠١٨م، ترأسها مستشار المحافظ محمد الحامد، والذي أصبح فيما بعد حلقة الوصل بين السلطات المحلية والفريق المكون من 6 نساء، وكان هدفه التدخل السريع في الوصول إلى حلول للمشكلات التي تعاني منها نساء حضرموت بالطرق السلمية.

وعن دور النساء الحضرميات تقول صابرين الكربي، منسقة مكتب حقوق الإنسان بمحافظة حضرموت وإحدى الرموز النسوية في المناصب التنفيذية في المحافظة: "على الرغم من المعاناة التي تعيشها المرأة اليمنية، وعلى الرغم من أنها الأكثر تضررًا من الصراع القائم؛ إلا أنها تتصدر المشهد في صناعة السلام، سواءً من خلال دورها كأم وزوجة في المنزل أو في أعمالهن أو في الشارع، وعلى الرغم من جملة الصعوبات والعراقيل التي تواجهها، وعدم تقديم العون والمساعدة لها، ليس لشيء سوى كونها امرأة".

وتضيف الكربي: "نحن في مكتب حقوق الإنسان نعمل على مد يد العون والمساعدة والوقوف إلى جانب المرأة خلال فترة وجود القاعدة أو بعدها، من خلال تقديم برامج الدعم النفسي والاجتماعي لها، ومساعدتها على تخطي الأزمات التي مرت بها، كما عملنا على تنفيذ برامج للنازحات وتدريبهن في عدد من المجالات لتمكينهن اقتصاديًا كبرامج الخياطة والكوافير وصيانة الجوال، إضافة إلى تنفيذ العديد من برامج التوعية في حقوق الإنسان وفي الجوانب الاجتماعية".

وعن الدور الذي قام به فريق نساء حضرموت من أجل السلام تقول د. أبها عبدالله باعويضان، رئيسة الفريق :"عملنا على قضيتين مهمتين في حضرموت، الدور الأول تمثل في فتح طريق الضبة، وهو الطريق الشرقي لمدينة المكلا الذي يربطها بالمنفذ الدولي الشرقي، وبالمديريات الشرقية، والذي كان يمثل الطريق الرئيس لمرور مئات الطلاب والموظفين، كونه الطريق الإسفلتي الذي يختصر الوقت والأكثر أمنًا، والذي تم إغلاقه لدواعي أمنية تصب في حماية ميناء الضبة، وحينها استبدل بالطريق القديم الأكثر طولًا وتكلفة للمارين من خلاله، وكان أحد وأهم العوائق التي تواجه الطلاب للوصول لجامعاتهم، وسبب في إعلانهم عن رغبتهم في تعليق الدراسة بعد مناشدات عديدة للمجتمع المحلي".

وأضافت باعويضان "في هذه الأثناء بدأ الفريق بعقد ورش عمل جمع فيها كافة الأطراف، وأجرى حوارًا فيما بينهم لتقريب وجهات النظر، خرجت بتوصيات تقضي بضرورة فتح الطريق".
وأكملت "استطعنا أن نقف بشجاعة لنسجل حضورًا مميزًا ومشهودًا بثبات عن توجهاتنا العملية صوب تحقيق السلام، وكانت لنا المبادرة وتصدر المشهد في هذا الشأن بإنهاء معاناة آلاف الطلاب والموظفين في المحافظة".

كما كان للفريق دورًا بارزًا في فتح مطار الريان الدولي، والذي توقفت الأعمال الملاحية الجوية فيه، وخلى من المسافرين تمامًا، بعد نهب مرفقاته وتدمير ما تبقى من معداته عقب تحرير ساحل حضرموت في 24 أبريل 2016، الأمر الذي زاد من معاناة الطلاب الموفدين للخارج من زيارة أهليهم، وكذلك من الذهاب للدول المبتعثين إليها، إضافة إلى الصعوبة الكبيرة التي حالت دون سفر الكثير من المرضى للعلاج خصوصًا الحالات الحرجة وكبار السن، نظرًا لبُعد المسافة وصعوبة الطريق لأقرب ميناء جوي للمنطقة.

مستشار محافظ حضرموت محمد الحامد، أوضح : "أنا كان لي دور متواضع أثناء مرحلة التنسيق مع الأخ المحافظ واطلاعه على نشاط اللجنة وأهدافها الاجتماعية بعيدًا عن تسييس القضية .. فريق نساء من أجل السلام عمل على تنظيم معرض جاء بعد سلسلة من ورش العمل مع اللجنة الأهلية المجتمعية وعملوا على إرسال خطاب لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس بينوا من خلاله الأضرار التي تترتب على استمرار إغلاق مطار الريان، ووضعنا حلولًا ومقترحات بشأنها من أجل الانتهاء من المعضلة، وأيضًا عملوا على افتتاح معرض تشكيلي من أجل مناصرة فتح مطار الريان".

"المعرض جاء لإيصال صوت المجتمع الحضرمي لأصحاب القرار للإسراع في فتح المطار وكانت الحملة إيجابية جدًا حينذاك وتم العمل بها"، يؤكد الحامد.

عطيات باضاوي، إحدى أعضاء الفريق أشارت بأنه تم عمل عدد من جلسات الاستماع مع المتضررين من إغلاق مطار الريان الدولي؛ للتعرف على معاناة المواطنين في التنقل وحقهم في العلاج، وقالت إنه "تم إشراكهم في حملات المناصرة التي نظمت لذلك، منها تلك المعارض الفنية التي شارك فيها عدد كبير من الفنانين من مختلف الفئات العمرية، والتي عبروا من خلالها عن حجم المعاناة والمأساة التي يعيشونها مع استمرار إغلاق مطار الريان أمامهم ".

وكأي فريق يعمل في الميدان، واجهت نساء حضرموت من أجل السلام جملة من الصعوبات والتحديات التي تصدى لها بثبات واقتدار.
يشير الفريق إلى أن أبرز الصعوبات التي شهدها قلة وعي المجتمع المحلي بحقوقه وقضاياه، وعدم تقبل البعض الآخر لفكرة المشاريع المنفذة، إضافة إلى عدد من المضايقات الأمنية التي تسعى لتحول دون تحقيق تلك المشاريع.
وبهذا الإنجاز البسيط بحجمه العظيم بأثره، استطاعت المرأة الحضرمية كمثيلاتها اليمنيات من فرض وجودها وتحقيق الكثير من المشاريع التي تكللت بالنجاح، لتستحق القول عنها وبجدارة بأنها الأقدر على صناعة السلام، وتحقيق ما عجز عن تحقيقه الرجال في السلم والحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى