شبوة.. آن "للزبيج والزفيج" أن يتوقف!

> الحوثي عدو وسيظل عدوا وجوديا مهما كان خلافنا حتى مع الجنوبيين في التجمع اليمني للإصلاح، الذين عداء حزبهم لقضية الجنوب كعداء الحوثي لها، وهذه حقيقة لن ينكروها، والمؤكد أن صفقة ما وقعت بين إخوان مأرب والحوثة بزيارة الوفد العماني فأين ثمن الصفقة!؟

"الزبيج" لفظة شعبية شبوانية تتطابق ونمطية الدعاية الإخوانجية التي أدار بها الإخوان شبوة بعد السيطرة عليها، يروجها نشطاؤهم على التواصل الاجتماعي وتعليقاتهم "زبيج" يصوّر شبوة كأنها دولة مستقلة وسلطتها لا قبلها ولا بعدها، تنمية ومواني وجامعات، وأعداء يكيدون لشبوة في بلحاف وعدن، وتمجيد غزواتهم لقمع الأعداء السلميين، وتضليل هزائمهم أمام الأعداء الحربيين! "زبيج" بشرعية تارة أعطتهم صلاحيات رئيس دولة! وتارة تحاربهم ولم تعطهم حصة المحافظة من النفط! ما نمطوه ضد الانتقالي يفوق أضعاف أضعاف ما نمطوا به الحوثي، انتخت عاطفيا أحد الكتائب فاحرقها الحوثي أسفل القنذع، ساد بعدها صمت مريب، وفيتو على الأخبار والتعليقات فاستفقنا اليوم والحوثي في "عليا بيحان" كيف صار ذلك!؟

"زبيج" لا يغطّي تقدّما وانتصارات لمليشياتهم، بل يبرر دفاع وانكسارات لها، وسواء توقف الحوثي في محطة "الدهولي" أم وصل "مفرق السعدي" فهو وصل، أما من تصدى لتلفيقاتهم فبموجب نمطية "الزبيج" موالٍ للحوثي ومتخادم معه بل توجيه معنوي له! فإما اكتبوا أن انكساراتنا انتصارات وإما انتم موالون ومتخادمون معه! "زبيج" يصنفون به خيارات الناس في شبوة بان لا خيارات ولا مواقف ولا قضايا ولا مصداقية إلا أن تقف مع إخوان اليمن، واذا لم تقف وتروج وتمجدهم فأنت حوثي.

عندما انتصر الإخوان في شبوة عادوا وهمشوا وجردوا الحملات وقتلوا وسجنوا وعذبوا وهددوا، بل في هذا الأسبوع والحوثي على تخوم بيحان وهم يجردون حملات ضد بلحارث في عسيلان، واتهموا وجاهاتهم بأنهم سرق، أما نشطاؤهم بـ "الزبيج والزفيج" ينكرون أي تهديد لبيحان، فبماذا يعللون هزيمتهم وانتصار الحوثي اليوم؟ بالأسطوانة إياها الحرب "كر وفر" وهم لم يكروا بل يفروا منذ قالوا: لسنا الدولة سواء أكانوا جيشا وطنيا كما يدّعون أم مليشيا كما هي حقيقتهم.

كان تدمير متحف شهداء شبوة علامة فارقة لسياسة الإخوان، وأن ما قبل سيطرتهم أعداء يجب محوهم من الذاكرة الشبوانية ليعاد فرمتتها إخوانيا فهم مجرد قتلى مكانهم الزبالة! مع أن أولئك الشهداء قدموا أرواحهم في معارك بطولة وينتمون لقوى وقبائل ومكونات شبوانية قاتلت الحوثي بصدق وشرف، وما كانوا في نخبة ولا انتقالي.

كان ممكنا أن تتعامل سلطة التمكين بطريقة مختلفة في شبوة بعد إعادة احتلالها، فالنخبة قوة عسكرية انهزمت، لكن الانتقالي مكون يحمل قضية سواء حاربوها أم لا فهي موجودة، لها قاعدة شعبية يعلمون حجمها، وأن قمعها ليس خيارا عقلانيا، والأجدر إيجاد قواسم مشتركة معها، لو كانت شبوة للجميع كما رددوا، لكنه الغباء المركب ونمطية "الزبيج والزفيج"

اسقط عفاش صنعاء ثأرا من الإخوان وهذه حقيقة تعلمها شرعية الرئيس منصور، والكل يضع ذلك القرار في مرتبة أعظم خطيئة دفع عفاش رأسه ثمنا لها، وبدل أن تقوّم الشرعية ذلك بما يسهم في وضع معادلات متوازنة لهزيمة الحوثي والاعتراف بحقيقة القوى والقضايا، كما هي لجأت "للزفيج" وأعادت ذات التجربة مرة أخرى في الجنوب، فارتضت الشرعية أن تكون غطاء للإخوان، وجعلتهم جيشها وأمنها ومسؤوليها وإعلامييها أو فرضوا أنفسهم عليها، وهي تعلم ثأر قضية الجنوب مع الإخوان، إنه أكثر من ثأر عفاش من الإخوان، فهل يراد أن يسقط الجنوب أو شبوة بالذات بسبب ثارات الإخوان والقضية الجنوبية بغض النظر عن الانتقالي أو سواه، فعداء الإخوان أصلا للقضية وليس للانتقالي ولا النخب.

ومع كل ذلك فالعقل يوجب أن لا وقت للصراع والثارات، فالحوثي عدو وجودي ومقاومته واجبة فالمرحلة مفصلية توجب الوقوف صفا واحدا، وغير ذلك فان الجميع سيدفعون الثمن.

21سبتمبر 2021م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى